خُذني  إلى  أفُقٍ   يَشتاقُ   أجنِحَتي
هذا  المدى   لغةٌ   تجتاحُ   أورِدَتي
تِشرينُ  هل  نَضَجَت  أبياتُ  أغنِيَتي
أم ذاكَ صوتُ الهدى نوري ومَوعِظَتي
قَبَستُ  مِنكَ   طُقوسًا   كُنتُها   زَمَنًا
فعادَ صوتُ المُنى يزهو  على  شَفَتي
ألوانُ   فجرِ   غَدي   لَوَّنتُها   بِيَدي
مَحَوتُ صوتَ النّوى مِن لَيلِ  ذاكِرَتي
خَبِرتُ روحَ  العلا  كانت  وكُنتُ  بها
ذاكَ الصّبورَ على  ناري  ومُنضِجَتي
تشرينُ  عُدتُ  بلا  حُزني  ولا  فَرَقي
أعدَدتُ روحي  لها  سِجّيلَ  مَعرَكَتي
ما كانَ مِن شَبَحٍ في الجَوِّ  أو  رَصَدٍ
أورَدتُهُ  شُهُبي  تُقصيهِ   عن   لُغَتي
تشرينُ  عُدتُ   وروحي   كلُّها   ثِقَةٌ
فَجرُ المَصيرِ دَمي والشَّمسُ  أورِدَتي
يا حُلكَةَ اللّيلِ فِرّي  مِن  مَطالِ  يَدي
وَهمٌ    دُخانُكِ    والآثارُ    موقِظَتي
الطّينُ يَنهَضُ بي سوطًا على  وَجَعي
نارُ  المُخيَّمِ  بي   ناري   ومُعجِزَتي
نَهضتُ أحمِلُ من أرضي عُروقَ دَمي
هل   كُنتُ   إلا   مُفاديها   ومُنبِتَتي
كَم  حاصَرَتني  غُزاةٌ  والمُرادُ   دمي
وأسلَموني   ظُنوني   وهيَ    قاتِلَتي
كم  أورَدوني  بحارَ  الوهمِ   تَلفِظُني
كم زيّفوا لي القَضايا فهي  تارِكَتي…
أسيرُ  خَلفَ  وُعودٍ  لا  رصيدَ   لها
الشّرقُ والغربُ في الأحداثِ  خاذِلَتي
تشرينُ  ضجّت  عُهودٌ  ليسَ  يُسكِنُها
إلا  دِمائي  على  الأحزانِ  مُسعِفَتي
زادَت عليَّ المآسي والخُطوبُ  غَدَت
تسعى لخَنقي وهذي العُربُ  مُسلِمَتي
كأنّنا   لم   نكُن   أهلا   ولا   سَنَدًا
كأنما   لم   تَعُد   بالعهدِ   حاضِرَتي
تشرينُ   جئتُكَ    مَحمومًا    بِأمنِيَتي
أن  تَستَفيقَ  بلادُ  العُربِ  مِن   سِنَةِ
أن  يَستَبينوا   بأنّ   الحادِثاتِ   هوًى
والجُبنُ في  الأمرِ  يبقى  شرَّ  نازِلَةِ
كم  يُخدَعُ  المرءُ  والأحداثُ  خادِعَةٌ
لكنْ  بصبري  لها   سَتَعودُ   مُلهِمَتي
لا  قَرَّت  العَينُ   إلا   بالكِفاحِ   ولا
سادَت  شُعوبٌ  سوى  بالبَأسِ  والثّقَةِ
لا  يَرجِعُ  الحقُّ  إلا   بالوقوفِ   لهُ
صَفًا  وليسَ   يُطالُ   المَجدُ   بالهِبَةِ
تشرينُ  هذي  دِمائي  قد  كتبتُ  بها
سِفرَ المَحَبَّةِ  في  أرضي  وحاضِنَتي
في غزّةِ الخيرِ في  أرضِ  الكِرامِ  لَنا
وَجهُ الحياةِ اكتَسى مِن هَبَّتي  صِفَتي
للأمسِ  والغَدِ   شرياني   أجودُ   بهِ
تُسقاهُ حبًا  بها  أرضي  إذا  ارتَضَتِ
ولْيَخسَأِ   الظُّلمُ   ما   دارَت   دوائِرُهُ
فالدَّهرُ  يُفني  دِيارَ   الظُّلمِ   والعَنَتِ
مواسِمُ  الخيرِ  لو  غابَت   ستُطلِعُها
روحٌ  تظلُّ   على   حقّي   مُصَبِّرَتي
أقسَمتُ   يا   روحُ   فالعَلياءُ   غايَتُنا
ثوري  وكوني  لَدى  الهَيجا   مُثوِّرَتي
لا  يقعُدَنَّ  عن  النَّجداتِ  ذو  شَرَفٍ
من ذا يُعيدُ شُموخَ  الرّوحِ  إن  هَوَتِ؟
يا  قومُ  هذا  زَماني  قد  أطَلَّ  غَدي
وليسَ   يَملكُ   غيرُ   اللهِ   ناصِيَتي
لِغارَةِ الظُّلمِ  قَد  أعدَدْتُ  نَزفَ  دَمي
حُبًا   وما   حِمَمُ   الأَعدا   مُرَوِّعَتي
أُحاذِرُ  الصّمتَ  أما  الموتَ  أطلُبُه
فَيَعجَزُ  الموتُ  حتى  عَن  مُعانَدَتي
ما زِلتُ أعدو  على  الآهاتِ  أُسكِتُها
أعلّمُ  الغَدرَ  أن  يَخشى   مُواجَهَتي
أردُّ  كَيدَ   العِدا   في   كُلِّ   مَعرَكَةٍ
أَسقى الهَوانَ  الألى  يَبغونَ  زَعزَعَتي
أصيحُ  عندَ  اللّقا  وَيلٌ  لِمَن   جَبُنوا
بالنّصرِ يَغدو  العُلا  حَدّي  ومَنزِلَتي
 شعر: صالح أحمد (كناعنه)