سَلاماً أَيُّها العامُ الجديدُ
فَهَلْ فَرَجٌ يْزَجِّيهُ البريدُ
وَهَلْ نُعْمى أَطَلَّتْ مِنْ بَعيدٍ
يَجودُ بها قَريبٌ أو بعيدُ
وَهَلْ نَومٌ يَزورُ قَريحَ جَفنٍ
يُؤَرِّقُهُ التَّسَهُدُّ والصُّدودُ
فَقَلْبُ الصَّبِّ مُنْتَظِرٌ وُعوداً
وَللْمُشْتاقِ كَمْ تُضْني الوُعودُ
وإِنَّ الرُّوحَ مَحْفوفٌ بوَجْدٍ
وَوَجْدُ الرُّوحِ يُدركُهُ الوجيدُ
وشِرْيانٍ بخَارِطَتي طَهورٍ 
كَدَفقِ النُّورِ يَرسُمُهُ الشَّهيدُ
يَجودُ بِهِ كَغَيثٍ مِنْ سَحابٍ
على تَسْكابِهِ ضَجَّ الوُجودُ
وفاحَ الحُزْنُ في مُقَلِ اليتامى
وماسَ الجُرحُ وانْداحَ الصَّديدُ
تَبَرْعَمُ في حَدائِقِنا قُبورٌ
وأَكفانٌ تَروحُ فلا تَعودُ
وِتَرحالٌ عَنِ الأوطانِ مُرٌّ
تَجَرَّعُهُ الشَّواطئُ والحدودُ
وأَشرعةُ المراكِبِ دامعاتٌ
ومِلحُ البَحرٍ مُمتعِضٌ نَجيدُ
فَتاةُ الحَيِّ غادَرَها حَبيبٌ
فمِروَدُها يعانِدُهُ البَرودُ
وطِفلُ اليُتْمِ أدْمَنَهُ رَصيفٌ
على أحْجارِهِ صُلِبَتْ وُرودُ
وخَلفَ البابِ والدَةٌ تُنادي
أَيا أَفراخُ للأَوطانِ عُودُوا
فَعُشٌّ البَيْتِ مُلتاعٌ كَئيبٌ
وَعِطْرُ الفُلِّ مَحزونٌ وَحيدُ
وداليةٌ بِسِرِّ الرُّوحِ باحَتْ
على عُنقودِها جَثَمَتْ قُيودُ
فلا جَنيٌ يَشُدُّ النَّفسَ حَتَّى 
كَأَنَّ الشَّهْدَ في الحَبَّاتِ دودُ
ونَبْعُ الدِّينُ أَفْسَدَهُ دَعِيٌّ
وطُهْرُ الأَرضِ دَنَّسَهُ الجَحودُ
فلا جَونٌ تَجودُ بِهِ سَمانا
سِوى قَصْفٍ تُصاحِبُهُ الرُّعودُ
أَتونُ الحَربِ تنْفُثُ نارَ حِقْدٍ
وبركاناً تؤجِّجُهُ اليَهودُ
وقومُ العُرْبِ في جَهْلٍ وغِيٍّ
وعقْلُ الجُلِّ مَأفونٌ بَليدُ
عَجِبْتُ القَمْحَ لا يُغْري حُقُولاً
وهذا النَّزفُ مَسْرورٌ سَعيدُ
طُبولُ الحَربِ قَدْ تاقَتْ لِصَمْتٍ
لَهُ يَشتاقُ ذو عَقْلٍ رَشيدُ
متى الأغصانُ تُزْهِرُ في بلادي
وَنَوءُ السَّعْدِ للدُّنيا يَعودُ
وتزهو الدَّارُ بالغُيَّابِ لمَّا
يَعودُ الطِّفلُ تَحضُنُهُ الجُدودُ
وتضحَكُ في مرابِعِنا الأَغاني
وَيسْمو في مَحافِلنا النَّشيدُ
وتَغدو الأمنِياتُ ربيعَ قلبٍ
مُعَنًّى في هوى ليلى يَميدُ
وغصْنُ البانِ مُخْضَلاًّ نَديًّا
وماءُ النَّبعِ بالنُّعمى رغيدُ
رَجَوْتُ اللَّهَ أَنْ يَجلو هُمومي
أَمِ الأَحزانُ أَدْمَنَها البَريدُ؟؟!!!
________
ياسر فايز المحمد