يَا نـُــوْحُ هَـلْ لِلنازِحِـيْنَ سَـفِيْـنـَة ٌ
قـَـدْ فـَـارَ قـَهْــراً بـِالأسَى التـَّنـُّــورُ
يَا نـُــوْحُ شَـابَ صِغـَارُنـَا وَ تـَفـَطـَّـرَتْ
أكـْبـَــادُنـَا وَ العَـــادِيَاتُ تـَجُــــوْر ُ
مَا ظـَـلَّ مِنْ جَبَـل ٍ يُطِلُّ بـِظِلـِّه ِ
يَأوِي إليْهِ مِنَ الـــرَّدَى المَذعُور ُ
أوْ عَادَ مِن عِصَمِ الخِلافـَةِ عَاصِم ٌ
فـََيَلـُوْذُ مُعـْتـَصِمَاً بـِهِ المَأسُــوْر ُ
تِلـْكَ الرَّوَاسِي بـِالغـُيُـوْمِ تـَلـَثـَّمَتْ
كـَمَــداً تـَشـُـقُّ صُدُورَهَا وَ تـَخـُوْر ُ
تِلـْكَ المَشـَارِقُ أظـْلـَمَتْ وَ تـَظـَلـَّمَتْ
غـَرْبَاً يَمِيْلُ بـِهـَا الهــَوَى وَيَمُــورُ
وَعَلى المَآذِنِ حَسـْـرة ٌ مَسْفـُـوْكـَة ٌ
يَهْتـَزُّ وَجْــدَاً لـَو رَآهَا الطـُّـورُ
وَهُنـَاكَ فِي أقـْصَى الجـِرَاحِ أسِـيْرَة ٌ
قَـَلـْبِي عَلـَى أكـْنـَافِـهَـا مَفـْطـُـوْرُ
خـَمْسُوْنَ عَامَاً أكـْسَفـَتْ حَيْفـَا وَمَا
أجْـدَى النـَّحِيْبُ وَلا كَـَسَاهَا النـُّـوْر ُ
يَا نـُـوْحُ تِلـْكَ النـَّائِحَـاتُ وَهَا هُنـَا
شـَطـَرَتْ شِغـَافَ الخـَالِجَاتِ بُحـُـور ُ
يَا نـُوْحُ ضَاقـَتْ بـِالنـَّزِيْفِ مَذاهِبي
وَ إليْكَ سَاقَ شـُطـُوْرِهِ المَنـْثـُـور ُ
مِنْ كـُـلِّ زَوْج ٍ قـَـدْ حَـمَلـْنـَا جُثــَّة ً
وَ الأرْضُ تحِْملُ وِزْرَنا وتدور ُ
فـَمَتى بـِطـُوْفـَانِ العَــدَالـَةِ يَنـْطـَوي
جَــوْرُ الجَفـَافِ وَ يُـنـْصَـفُ المَقـْهُوْر ُ
وَ يَــزُوْلُ مُنـْقـَشِعَاً عَلـَى أعْقـَـابـِه ِ
بـِسَـــوَادِهِ وَ خـَـرِيْفِهِ الدَّيْجُــــور ُ
وَ يَغِيْضُ نـَزْفُ المُفـْرَدَاتِ وَ تـَنـْتـَشِي
بـِرَحِيْقِهَا عَقبَ النـَّحِيْبِ زُهُـــور ُ
أبو حافظ المري