إبراهيم شاب من فلسطين  كان يدرس في إحدى الجامعات الأمريكية. وحتى يحصل على الإقامة الدائمة (Green Card) تزوج من امرأة أمريكية تعمل في إحدى القنوات التلفزيونية في المدينة التي كنا نسكن فيها.

بعد مضي أربعة  أشهر على زواجهما اضطر إبراهيم للذهاب إلى واشنطن العاصمة لبضعة أيام، عاد بعدها ليتفاجأ بوجود زوجته في المنزل مع صديقها السابق. هربت زوجته وهرب صديقها، أما إبراهيم فقام بشراء مسدس وبدأ رحلة البحث عن زوجته، حتى ظفر بها بعد أيام عند إحدى الإشارات الضوئية تقود سيارتها، فأطلق عليها الرصاص من المسدس الذي كان بحوزته، فأصابت الطلقات سيارتها ولم تُصبْ هي بأذى. ألقي القبض على إبراهيم بتهمة الشروع في القتل وحكم عليه بالسجن سبع سنوات، قضاها كاملة في السجن.

قبل محاولة إبراهيم إطلاق النار على زوجته بثلاثة أيام التقيت به، وحاولت ثنيه عما عزم عليه، لكن وجدته مصراً بقوة على فعلته، زاعماً أنه يريد إقامة الحد عليها. أفهمته أنه حتى في الدولة الإسلامية لا يجوز له تنفيذ الحد بيده، وإنما الدولة هي التي تتولى ذلك، فما بالك ونحن نعيش في دولة كافرة، وأوضحت له أنه إن قتلها فسيحكم عليه بالإعدام أو السجن المؤبد، لكن إبراهيم لم يستجب لنصحي وإلحاحي وقام بمحاولة تنفيذ ما في رأسه.

زرت إبراهيم وهو في السجن مرة واحدة، قبل أن تبعده إدارة السجن إلى سجن في ولاية أخرى بعيدة، رأيته نادماً أشد الندم، لكن هيهات أن ينفع ندمٌ بعد كل ما جرى.

خرج إبراهيم من السجن لكنه لم يغادر أمريكا فما زال يعيش هناك، رغم ما تعرض له. وأرجو أن يكون قد تعلم هو وغيره درساً مفاده "أن الأمريكيات لا يصلحن للزواج".
بقلم:نجم رضوان