هبَّت رياحُ الوغى والويـلُ يتبعُهــا 
تغشـى الجميـعَ فلا تُبقـِي ولا تـذَرُ
محفوفـة بضبـاب لا حـــدودَ لــه 
يُعكـِّـر الكــون لا يُمحـى له اثـــر
من ذا يجيب على سُؤْلي ويخبرني 
عمـا يـدورُ وما جـاءت به الغِيـَـر
يا رب إنَّ الـورى باتـوا بمَعمعـةٍ 
والجَوُّ مضطرب والأرضُ تنفجـر
والخوفُ قد ملأ الأرجـاءَ قاطبــة 
في الشرق والغرب نار الشَّرِّ تستعرُ
هذى مؤامـرة والشــرُّ يدعمُهــا 
ونحـن في سكـرة والمجـد يندثــر
يا نائمين وعين الظلـم ساهـرة 
هلا فطنتـم لمـا تأتـي بـه النــُّـذُرُ
هذي فلسطين قد أضحت ممزقة 
أشلاؤها بربوع الأرض تنتشــر
في الهند يُقتَل من يُمسي يوحِّده 
يُقضَى على الحق حتى يُعبدَ البقر
وفي العراق وصومال وفي يمن 
وغيـرِ ذلـك ممـن خطـه القـــدَر
بغدادُ تسأل عن ذنْب يُجَرمها 
حتى يُبادَ بها الأطفــالُ والبشـرُ
دمشق تصرخُ من ذا سوف يُنقذِها
قَسْيُونها قد بكاه السَّهل والحجرُ
سيناءُ من وجَع الأحزانِ هائمة 
صَنعاءُ تلهوبها الاهواء والزُّمَرُ
يا مَجلسَ الأمنِ أين الأمنُ نطلبُه 
والعَدلُ أصبحَ منذ اليوم يَحتضـِر
أين المواثيقُ والأعرافُ عندكُمُ 
والظلمُ بين ربوع الشرقِ يَنتشِرُ
إن كان للنّفطِ بئس النفطُ يجعلنا 
عَبيـدَ حِلف بِحُـبِّ الشـر يشتهِـرُ
أين العروبـةُ والأطفـالُ غارقـة 
بين الشظايا وداعي الموت ينتظِرُ
أين العروبةُ والأخطـارُ محدقـة 
كأننــا لأداة الـردع نفتقـِـرُ
صرنا الحمائمَ والعقبانُ حائمةٌ 
مَن يَترُك الصفَّ ينعَى حظه القدَرُ
كيف الوداعةُ في عَصرٍ يَسودُ به 
شَرعُ المدافعِ والأهوالُ والخطـرُ
قد حان وقتٌ لكى نسعى لِوَحدتِنا 
فنجمعُ الشملَ والأوطانُ تزدهـرُ
**********
جابر عبد العليم