هل هزّكَ الشوقُ إذْ عادتْ بك الذّكرىْ
أمِ اسـتـفاقتْ شـجـونٌ قــدْ ثَـوَتْ دهـرا

أمْ أنّ روحـــكَ بــعـدَ الـهـجرِ قــدْ ذَبُـلـتْ
فــلــمْ تــعُـدْ لـتـزيـدَ الـصـبـرَ ذا صــبـرا ؟

يـــا مَـــن هــرمـتَ ولـمّـا تُـمـضِ أزمـنـةً
أنّــــىْ لأربــعـةٍ أنْ تُـشـعِـلَ الـشَّـعـرا ؟

ومــا لـقـلبٍ قـسـىْ قـدْ كـنتُ أحـسبُهُ
مـــلَّ الـشّـكـايةَ أو قـــدْ أدمــنَ الـهـجرا

هــبَّ الـحـنينُ تـجـاهَ الــروحِ فـاحـترقتْ
وقـمـتَ تـبـنيْ عـلـى أنـقـاضِها جـسْرا

* * *

هـذيْ ديـاريْ رعَـتْ قـلبيْ عـلى وهَنٍ
ومـنْ ذراهـا رشـفتُ الـماءَ .. والـشِّعرا

لــيــسـتْ بــخــاويـةٍ مــــا زالَ يـمـلـؤهـا
دفءٌ ولـــهــوٌ وأكــــوامٌ مــــن الــذكــرى

فـــــيْ كـــــلِّ نـــافــذةٍ خــبــأتُ أمــنـيـةً
وكــــــلُّ دربٍ بـــهـــا أودعـــتـــهُ ســـــرّا

كــم قــدْ مـلأنـا دروبَ الـحـيّ ذا شـغَباً
وكــــمْ تــركـنـا عــلــىْ أعــتـابـهِ عُــمْـرا

ضـحْـكـاتنا هـهـنـا مـــا زلـــتُ أسـمـعُها
يــردّهـا الـسـهـلُ والـعـمـرانُ والـصـحـرْا

هــنـاكَ ذكـــرايَ رغـــمَ الـبـعدِ مـمـرعةٌ
غـرسـتُـها فـنـمتْ فــي غـربـتيْ زهــرا

يــــا دارُ هــــذا فــــؤاديْ رغـــمَ غـربـتِـهِ
ســرىْ إلـيكِ فـيا سـبحانَ مـن أسـرى

يــــا دارُ حـطّـمـنـيْ بــعــديْ وقـسـوتُـهُ
قـــدْ جــئـتُ مـعـتـذراً فـلـتقبليْ الـعـذرا

يـــنـــامُ لــيــلُـيْ وآهـــاتــيْ تــهــدهِـدُهُ 
ونــبـضُ قـلـبـيْ سـقـيمٌ يـوقـظُ الـفـجْرا

مِــن كــلِّ شـعـرٍ رواهُ الـدّهـرُ يــا بـلديْ
أنـتِ القصيدُ .. فضمّيْ مهجتيْ سطْرا

طارق أبو مالك