كان جدي لأبي –رحمه الله تعالى- ذا شخصية قوية، ولا يسعه إلا أن يفرض رأيه في كل الأمور. وقد اعتاد أن يُجهِّز اسماً لكلٍ من أحفاده قبيل ولادته، سواء كان المولود ذكراً أم أنثى، ولا يعطي مجالاً للنقاش في هذا الموضوع.

عندما وُلدتُ بدا جدي ديمقراطيا،ً وخيَّرَ أهل البيت بين ثلاثة أسماء: نجم، شبلي، صقر، فاختاروا اسم "نجم". لكنه أبى أن يمنح خياراتٍ بعد ذلك البتة، فاختار اسم "نصر" لأخي الذي يصغرني ثم اسم "يسر" للذي يليه.

عندما وُلد "يسر" كنت في السابعة من عمري وقد حضرت النقاش الذي دار بين جدي وعمتي الكبرى التي حاولت أن تثنيه عن اسم "يسر"، واستجدته أن يسميه "ناصر أو منصور أو منتصر" فاستشاط غاضباً وحلف بالطلاق ان يكون الاسم "يسر" وقد كان. رحمك الله يا جدي وأسكنك فسيح جناته.
بقلم:نجم رضوان