دمعة تختصر كل الكلام والآلام
كأن صاحبها حبسها في مقلتيه سبعين عاماً عاشها في انتكاسات الأوطان وفقدان الأحبة ونار الحروب
واليوم أبت إلا أن تتدحرج على خده يابسة ومثقلة بعد أن طفحت أحزانه وتفتت قلبه من شدة الانكسارات
إنه اليوم يبكي حيث لا يبكي الرجال
لكنهم يبكون بصمت وبلا دموع
إنه اليوم يقف امام قبر ولده أو حفيده، ولا أحد يهتم باحزانه
الناس مشغولون، يأتون من جنازة ويذهبون الى اخرى ، ووحده هذا الرجل، هذا الوجه الذي يشبه العراق، يتذكر القدس حين سقطت، يتذكر بيروت حين حوصرت ، يتذكر الحرب مع ايران ، ويتذكر عروش الاشقاء والجيران التي تآمرت وباعت الأرض والشعب ، يتذكر كل الأحبة الذين قتلوا في الحروب
يا ترى كم سنة سنعيش حتى لا نشهد العواصم تسقط الواحدة تلو الأخرى ، ونموت مع دمعتنا ، وبمرارة قلوبنا؟ كم سنة سنحتاج حتى نعيش حياة غير الحروب والاحتلال وانتهاك آدميتنا؟

منقول من وطن يغرد خارج السرب