حريقُ القهر لم يسمع بكانا…وماء البحر لم يغرق سوانا
وضاقت كل هذي الأرض فينا…ولم تدرِ العروبة ما دهانا
تحاصرنا براميل المنايا…وتُهدينا الحرائق والدخانا
وينحرُنا مع النكَباتِ جوعٌ….وخوفٌ كم يُضعضعُ من خطانا
أيا وطني ثكِلتُكَ بعد عزٍّ….وقلبي صار يستجدي الحنانا
تفرقْنا على الأبواب حتى….عرانا من فراقكَ ما عرانا
تضمّدُ ما تضمّدُ من جروحٍ…..وجرحك نازح يشكو الهوانا
أما ضمّدتَ من لبنانَ جرحاً….فعاش لديك محترماً مصانا
أما جاء العراق إليك يوماً….فصار هناك حرّاً لا يُدانى
وحين أتاك مجروحاً كويتٌ…لثمْتَ جراحه حتى استكانا
حويتَ الناسَ كلَّهمُ جميعاً….وكلُّ الكون طُرَّاً ما احتوانا
وكنتَ تُجيرُ من قهر الدواهي….فصرتَ اليوم مقهوراً مهانا
سلوا التاريخ كم كنا كراماً….ولم نمنعْ عن الدنيا قِرانا
ولم نغلقْ بوجه الضيف باباً….ولم نغضبْ على أحد أتانا
فما عرف الضيوفُ مخيماتٍ….ولا ذاقوا المذلة والهوانا
بلادُ العُربِ ندخلها بفيزا….ودارُ الكفر تعطينا الأمانا
بلاد العُرب ما جادت بدمع….وأوربا تخفف من شقانا
بلاد العُرب باعتْنا رِخاصاً….وكفرُ بلاد أوربا اشترانا
فُتات طعامِكمْ إن تجمعوه…سيُشبعنا ويُغرقنا عِيانا
كفاكمْ يا بني الأعراب فخراً…فنارُ فَخارِكمْ صارت دخانا
أمَا في جمعكمْ رجلٌ كريمٌ….أما فيكم فتًى يحمي حِمانا
أما تدرون ماذا حل فينا….أما تتوجعون لِما دهانا
فلو غرقتْ مراكبُنا لديكمْ…لَما اتجهتْ لأوربا خُطانا
شعر:مناف بعاج