لكِ المكـارمُ والأمـجـادُ تنـتــسبُ 
لكِ المناراتُ في الـتاريـخِ يا حلبُ
لكِ المدامـعُ تهمـي كلمـا نضـبتْ 
أحسُّ دمعي بجوفِ العينِ ينسكبُ 
يـبكـيكِ حرٌّ شـريفٌ مـاجدٌ بطـلٌ
وليس يبكي على مأسـاتكِ الُّلعبُ 
ماتتْ رجولةُ من كانـوا إذا ذكروا 
يأتيهمُ النـصرُ طوعاً حيثما رغبوا
بـأيِّ معـتـصـمٍ يـعـتزُّ حـاضـرنـا
وقد خصى الغربُ مجداً نسلهُ العربُ
أيامكِ البيـضُ لن ننسى فضائلها 
فكم كفيتِ بطـوناً هدَّها السَّـغبُ
واليومَ أيامكِ السودُ التي عصفتْ
بهـا الـرياحُ جزاها اللهوُ والطربُ
لكِ القلوبُ وما تحوي حشاشـتها 
والروحُ تفديكِ حباً قالتِ الحُـقُـبُ 
جنودُ إبليـسَ قد خارتْ عزائمـهم 
عمَّا قريبٍ من الساحاتِ تنـسحبُ
وشـعبـك الحرُّ كالأوتادِ متـصـلٌ
بالمجدِ كيف حبالُ المجدِ تنعطبُ
_________
براء بربور