كُنَّا عَلَى الحُبِّ في الشَطرَين ِ نَتفِق ُ 
رَغمَ المَسَافَات لَا خَوفٌ ولا قَلَق ُ
مِن قَبلُ أيّار كَانَ الشَوق يَحمِلُنَا 
اليكَ مَا لَاحَ فجرٌ أو دَنَا غَسَقُ
يَا مَوطِنَ العُربِ والأمجَاد ِمِن سَبَأٍ 
ويا شموخاً بهِ الأيَّامُ تَأتَلِقُ
ُيَشدُّني عَبَقّ التَاريخ َ يَحمِلُني 
هَذَا الأريّجُ الذي يَسري ويندَلِق ُ
أحِسّه ُ في دَمي يَجتَاحُ أورِدَتي 
شكراً لِمَن أبدَعوا التَاريخ َوانطَلَقوا
الى أقَاصي الدُنَا لِلحَقِ الّويَة 
صَانوا المُوَاثيقَ مَا خَانوا وَلا خَرَقَوا
هُمُ الأرقُ قُلُوباً هَكَذَا وصِفُو 
في السلمِ والحرب ِ لاجاروا ولافَسَقوا
وَقَفتُ أسالُ عَنكَ الفجر يَا وَطَني 
وَقَذ أنَاخَ بِبَابِ العَتمَة الشَفَق ُ
وانتَ أجمَلُ لحنٍ قَد شُغِفتُ بهِ 
منذُ انتشَى في دِمَائي ذَلِكَ الألقُ
لو أصبح الشّعرُ يارَمل المُنى مطرا 
لمَا بكت مِنْ أسى أوجاعنا الحَدَقُ
أكَلَّمَا غَضِبَت صَنعَاءُ قُلتُ لهَا
ان المحبَ بِمَن يَهوَاهُ يَر تَفِقُ
لقَد سَئِمنَا مِنَ الأوجَاعِ سَيّدَتي 
وَقد هرِمنَا وضَاقَت حولنَا الطَرَقُُ
نقتَاتُ أوجَاعنَا في كلِّ أُمسيّةٍ 
وباألأسى يابنَتَ الأمجَادِ نغتَبِقُ
وصِفتِ في مُحكمِ التَنزيل طيّبَةً 
فيكِ الجمَالُ بديعٌ مُفعمٌ الِقُ
كُلَّ الحقولِ هُنَا بالعِطرِ قَد عَبقَت
الفلُ والبُنُ والرُمَان ُ والحَبَقُ
بَجعٌ على زَبَد ألامواج في عدنٍ 
كثُوبِ عرسٍ برملِ البحَرِ يلتَصِقُ
أكُلَّمَا ضَجرَت صَنعَاءُ قُلتُ لهَا 
إن الحيَاةَ بغيرِ الُحُبِّ تختَنِقُ
هي العدَالةُ إن ضاقَ المدى فتَحَت 
للمعدمين سمَاءً ليسَ تَنغَلِقُ
أخفض شراعكِ للامواج إذ عصَفَت 
بهِ الرياحُ ولاح الخوفُ والغرقُ
إن لم تَكَن حِكمَةُ الأجداد حاضرة
عِند الخطوبِ تشظى القومُ وافترَقوا
هذا المُخَاضُ عسيّرٌ فارتَقِب فرَجاً 
ما ضَاقَ هَذا الدُجَى إلا انجَلى فَلَقُ 
____________
محمد ناصر الشيخ-اليمن