رأيــتُ بـدايـتي مـثـل انـتـهائي
غـريـباً جـئـتُ مــن رحـمِ الـعناءِ
وفـي دربِ الـغباءِ مـشيتُ دهراً
مُـغَطى الوجهِ مـكشوفٌ ورائـي
وصُـمْتُ عـن الـكلامِ لألـفِ شهرٍ
أُرَوِّضُـنـي عـلـى بــرد الـشـتاءِ
وصــارَ الـجوعُ يـنهشُ كـل جُـزءٍ
مـن الجسدِ السقيمِ . وذا جزائي
لأنّـــي لــم أقُــلْ لـلـصِّ يـومـاً
كـفاكَ الـيومَ نَـهْـبـاً مِـنْ دِمـائي
ومــن حـمـقٍ لـجـأتُ إلـى لَـئيمٍ
خـرجتُ من العراءِ .. إلـى العراءِ
فـمـالـي كـلـمـا أيـقـنـتُ أنّــي
عثرتُ على الدواءِ .. وجدتُ دائي
مــددتُ إلـى دخـانِ الـغيمِ حـلماً
فـعـاد الـيأسُ يـنضحُ مـن إنـائي
وأوهـمـتُ الـفـؤادَ بـطيفِ صُـبحٍ
فــلا صـدَقَ الـصباحُ ولا رجـائي
هُــنـاكَ رأيْـتُـني مُـلْـقًى بــوادٍ
سَـحِـيـقٍ غــيـرِ ذِي زَرعٍ ومــاءِ
ولــي وطـنٌ يُـقَـدِّسـهُ مِــدادي
يُـمـجِّـدُ مَــنْ لِـتُـرْبتهِ انـتـمائي
فــذا وطـنـي وإنْ كَـلَّـتْ رحــاهُ
سـيـبقى شـامخاً رغـم انـكفائي
ورغم تَـعَـثُّريْ .. وطني سـيبقى
لِـيَـرْسُـمَ لـلـدُّنـا سِـفْـرَ الـبـقاءِ
فـهاكَ يَـدِيْ .. أخـي هـيَّا لـنحيا
ونجـمع شـمـلَنا بـعـد الـتـنائي
عـلى وتَـرِ الـسلامِ عـزفتُ لـحناً
فـهل سَـمِعَ الزمانُ صدى غنائي
قحطان المطحني