وجـــعٌ غــريـبٌ تـسـتديمُ عـجـائبُهْ
مــتــأرجــحٌ والــنــائـبـاتُ تــلاعــبُـهْ

فـي دوحـةِ الأحـزانِ يـقطفُ فرحَنا
وتجودُ في سقيا الهمومِ سحائبُهْ

مـتمرّسٌ فـي ظـلمِهِ حـتى غـدتْ
فـــي كـــلِّ وجـــهٍ تـسـتقرُّ نـوائـبُهْ

بـمـلامحِ الأطـفـالِ يـسـكبُ قـهرَهُ
مـسـتـهدفاً دمــعَ الـيـتيمِ يـجـاذبُهْ

وتــراهُ حـتّـى فــي الـمنامِ مـرافقاً
أحـــلامَــنــا يــنــتـابُـهـا فــتــداعـبُـهْ

يـنـدسُّ فــي قـلقِ الـطريقِ أمـانُنا
فـيدبُّ خـوفٌ فـي خـطاهُ يحاسبُهْ

حـتّـامَ ظـلماً ذا الـعذابُ يـسوسُنا
إنْ غــابَ حـيـناً فـالـمصائبُ نـائـبُهْ

حــتّـامَ ذي الآهــاتُ تـذبـحُ صـوتَـنا
والـفـرْحُ لا تـهـدي الـقلوبَ رغـائبُهْ

نَـــــرِدُ الــحــيـاةَ مــواكــبـاً لــكـنّـمـا
جـيشُ الـمنايا فـي العراقِ كتائبُهْ

فــاضـتْ مـتـاهـاتُ الأنـيـنِ بـأرضِـنا
والـيـأسُ تـفترسُ الـدروبَ مـخالبُهْ

ظــمـأىً فـيـافـينا تـعـتّـقُ قـحـطَـها
والـمـاءُ شـرطـيُّ الـسرابِ يـراقبُهْ

يـهـمـو وقـضـبـانُ الـجـفافِ تـلـوكُهُ
مـا عـادَ غيثٌ في النفوسِ نطالبُهْ

عــبــثـاً نــمــزّقُ ذكــريــاتِ أنـيـنِـنـا
فـالـحزنُ جـيـناتُ الـفراتِ تـصاحبُهْ

لــكـنّـنـا رغـــــمَ الــقــبـورِ جــنـائـنٌ
والـمـوتُ مــا انـفكّتْ تُـدَكُّ خـرائبُهْ

أصـلابُنا فـي الكونِ تقذفُ عرسَها
فــبــدونِـنـا لا تُــســتـبـاحُ تــرائــبُـهْ

_________

هيثم السلمان