قالوا العراقُ من الجراحِ مريضُ
وبه براكينُ الدّماءِ تفيضُ
ويقلقلُ الأرضينَ موتُ شبابِِه
وجناحُه ممّا عراهُ مَهيضُ
فيه الخطوبُ تكالبَتْ وتنابحَتْ
زمرٌ وسادَ بربعِه التحريضُ
تنسابُ في وديانِه آهاتُه
وبأرضِ دجلة كم يلوحُ وميضُ
وعلى الفرات مآتمٌ ومجازر
فيها الرجالُ مع النساءِ تخوضُ
أبناؤه ترجو سلامةَ أمنِهم
وعليهم تجري السّيوفُ البيضُ
فلقد تعامى المصلحون وسلّموا
دسْتَ البلاد لمَنْ هواهُ يَقوضُ
يتجمّعون عصائباً لقتالِنا
ولهم ببابِ الحاكمين رُبوضُ
أولاء من ركبوا السياسة وامتطوا
ظهر الدمار وللدمار تروضُ
طالَ الظلامُ وما أظنّ سينتهي
والجرحُ ما بين الضلوعِ مَضيضُ
وحشايَ يعتلجُ اللهيبُ بجوفِه
والنومُ غابَ وللجفونِ قضيضُ
صدَعَتْ فؤادي النائباتُ وقوّضَتْ
صرْحي وما برِأتْ لديّ رُضوضُ
فلكلّ يومٍ وقفةٌ في ساحةٍ
ولكلّ يومٍ للذّميمِ رَكوضُ
وبكلّ بيْتٍ صرخةُ ومناحةٌ
ولها تقامُ على الدوامِ فروضُ
وبه أقاموا صرْحَ كل ملمّةٍ
ولهم حلا في قتلِه التفويضُ
واللافتات توشّحَتْ بسوادِها
وعلا بساحِ البرلمانِ بغيضُ
الموتُ غولُ العصرِ يقضمُ أهلَنا
ولأجلِه انهالتْ بذاك عروضُ
فشروا ضمائرهم وبيعَ بموقفٍ
فسعيرُهم في سعرِِهم مقبوضُ
نوّابنا أعداؤنا زرعوا البلا
فجميعُهم في جمعِهم مرفوضُ
منهم جرى صوتُ الدمارُ فطنطنوا
عند الظلام كما يطنّ بعوضُ
وتفيْهقوا فوق الكراسي ثورة
وكلامُهم ما بينهم مدْحوضُ
فلكل فادحةٍ أقاموا محفلاُ
وعليهم عن رغمِهم مفروضُ
ولهم حلا ما بينهم غزلُ الدّمى
ولهم عليه من الوفاءِ قروضُ
قتلٌ يلاحقُنا وتبكي صبيةٌ
أنّى مشيْتََ بهم تضيقُ أُُروضُ
قصْفٌ يروعُ كأنّما قد زُلزلَتْ
هذي الديارُ وللرعودِ دُحوضُ
طالت بنا مدّ السماء مهالكٌ
والهولُ يعصفُ والوباءُ عريضُ
تكريتُ والأنبارُ تُشعلُ وحدَها
ويسودُ في أرض السّوادِ غُموضُ
والموصل الحدباء سيلُ عجائبٍ
يجري وطرفُ الحاكمينَ غضيضُ
اللهَ يا دمنا المراقَ فمن له
وله يقومُ فيستقيم نقيضُ
أمسى مشاعاً والجميع تلوكُه
وبسوقِ أصحابِ الهوى مَعروضُ
فمتى يقوم المصلحون وقد نَما
سوقُ الشقاق وقد علاه حضيض؟
ما طال يأس واستطال بأهله
إلا وهب بناره التعريض
أمنيّتي وأود لو ظفرت يدي
فيها سيجدي بالورى التمريض
فرسائلي محزونة مثلي أنا
جاءت تقول أنا العراق مريضُ
________
خلف الحديثي