عادة الناس عندما يكتبون عن أنفسهم أو عن عائلاتهم أن يذكروا الجوانب الإيجابية فقطأ أما الجوانب السلبية فلا يتطرقون إليها. أما أنا فلن أسلك هذا المسلك وسأذكر الحقائق كما هي دون مواربة.
رغم أني اخترت أن أكتب عن جدي أبي حسن رحمه الله، إلا أني في الحقيقة أكتب سيرة العائلة كلها. أعلم أن ذلك لن يعجب الكثيرين من أفراد العائلة، وسوف يطلب بعضهم أن لا أتحدث عنهم لا بشاردة ولا واردة، لكني وبكل تواضع سوف أكمل ما بدأت به، ومستعدٌ إن أوردتُ معلومة غير صحيحة عن أحد أفراد العائلة أن أقوم بتصحيحها ما استطعت إلى ذلك سبيلا.
جدي أبو حسن كان رجلاً متديناً ومحافظاً على الصلاة في أوقاتها لكنه كشأن أغلب الناس في ذلك الوقت لم يكن متعلماً، ولديه بعض المفاهيم والقناعات التي لا يحيد عنها ولا ير غب في تغييرها. ورغم أنه لم يسمح لنا بإيصال الكهرباء للمنزل طيلة الفترة التي عشناها عنده وتركنا نستخدم فانوس الكيروسين للإضاءة، إلا أنني أعترف أنه كان محباً لنا وقام بدور الأب بشكل جيد بينما كان والدي -حسن- يعمل في الكويت ويأتي لزيارتنا مرةً كل عامين.
أذكر أن أحد أعمامي -محمد- جاء من الكويت لزيارة جدي وجدتي في الستينات، فسأله جدي:"ألم تحضر شيئاً لأولاد أخيك؟" فكان جوابه:"أبوهم لم يرسل معي شيئاً فلِمَ أُ حضر لهم أنا؟ فغضب جدي، وذهب إلى السوق في الحال وأحضر لكلٍّ منا قطعة ملابس، وكأنه يقدم لنا كسوة العيد. كان موقفاً في غاية الحسن والروعة من جدي رحمه الله لم أنسه ولن أنساه ما حييت.
ليلة أمس رأيت جدي أبا حسن في المنام وكان حوله كميةٌ كبيرة من التمور، وأخذتُ منها أربع تمرات. أحسب أن جدي رحمه الله على خير.

يتبع…..

بفلم :نجم رضوان