كان يسكن بجوار المركز الإسلامي طبيب يهودي، وبين الفينة والفينة يحدث وأن يقوم أحد رواد المركز بإيقاف سيارته عند مدخل منزل الطبيب، فيأتيني الرجل شاكياً بطريقة متعجرفة تخلو من الأدب، فأعتذر له وأطلب –بواسطة مكبر الصوت- ممن أغلق مدخل منزله بسيارته أن يقوم بتحركيها.

آخر مرة رأيت فيها الطبيب كانت بعيد انتهائنا من الاحتفال بعيد الأضحى المبارك، وكان قد أمَّ المركز الإسلامي ما يزيد عن ثلاثة آلاف شخص ما بين رجل وامرأة وطفل، وفي العادة –وللأسف الشديد- يتركون ساحة المركز بعد الاحتفال في حالة يُرثى لها، يحتاج تنظيفها إلى يوم كامل. جاء الرجل ووقف بباب مكتبي متهكّماً، وقال لي: "إنه لأمر مخزي أن تكون ساحتكم بهذا المنظر. نظرت من النافذة إلى مدخل منزله فوجده نظيفاً، ولم يقم أحد بالتعدي عليه، فلم أتمالك نفسي وقلت له: "خلال السنوات الماضية كنت تأتيني شاكياً من التعدّي عليك، فكنت أعتذر لك وأقوم بإصلاح الأمر، لكنْ لن أقبل منك اليوم أن تتطاول علينا في الكلام فقد تجاوزت حدّك"، وأرجو أن لا أراك في المركز بعد اليوم. انصرف الرجل ولم أره بعد ذلك. وأرجو أن لا أكون قد ارتكبت خطأً.
بقلم:نجم رضوان