أنــا وحْــدِيْ بـتَغْرِيديْ انـفرَدْتُ
لأنّ الـصـمْـتَ قُــبْـحٌ إنْ صَـمَـتُّ
وأعْــلَـمُ أنّ تَـغـريـديْ انـــزلاقٌ
إلـى الـجُرحِ الـذي مِنهُ انسلختُ
ومـــالــي حِــيْـلـةٌ إلاّ مِــــدادٌ
وأوراقٌ بـأسْـطُـرِها انـصـهـرتُ
أذوبُ كَـمُـعْصِراتِ الـغَـيْم طَـوْراً
وطَــوْراً تَـلْـقَنيْ صَـخْـراً يُـفَـتُّ
وتَـعْصِفُ بـيْ الـرياحُ ولا أُبـاليْ
إذا مــا الـريحُ هـائجةٌ ، صَـبرْتُ
أنــا وَحْــديْ الـمُكبّلَ دُونَ ذَنْـبٍ
سِـوى أنّـي إلـى الضوءِ انْطَلقتُ
وإنّــي كُـلّـما صَـدحـتْ يَـراعـي
بِـقَول الـحَقّ ، بـالجُـبـْنِ اتُـهِمْتُ
غَـريْـبُ الــدار مَـنْـفيٌّ بـأرضي
كـأنّـي مِـنْ عـطارِدَ قَـدْ هَـبطّتُ
أُكـابِـدُ غُـرْبـتيْ وجِــراحُ قـلـبي
ولِــيْ وطَــنٌ بـتُـرْبَتهِ امْـتـزَجْتُ
وأُبْـصِـرُ فـي الـمَرايا كـل صُـبحٍ
تَـجاعِيدَ الـمَشِيْبِ ومـا انْـفَطمْتُ
إذا مــا الـليلُ أقْـبَلَ يـا نَـديمِي
فَـرشْتُ مَـدامِعيْ وبـها الْـتحَفْتُ
أُطَــرِّزُ تُـربـتيْ بـخـيوطِ دَمْـعي
فـأجْـهَـشُ بـاكـياً مـمـا نَـقـشْتُ
أُراجِــعُ ذِكْـريـاتِ الأمْـسِ عَـلّيْ
أرانِي فيْ الطفولةِ ، هَلْ ضَحكْتُ
فَــلا أجِــدُ الـسـرورَ لــهُ مـكانٌ
شَريْطُ العُمْرِ بُؤْسٌ ، كيف عِشْتُ
أنـا وحْـديْ الـمُسافِر فـي ظلامٍ
فَـــإنْ آنَــسْـتُ أنْـوَاراً وقـَفْـتُ
فَـثَـمّـةَ نِـصْـفُ رُوْحٍ كـانَ مِـنّيْ
فَـهلْ عَـنْ تَـوْأمِ الـروحِ انْفَصلْتُ
سُــؤالٌ مــا وجــدْتُ لـهُ جـواباً
سِـوَى أنّـيْ مـع بَـعْضيْ التأمْتُ
مَـتى أو كـيفَ عنْ بَعْضٍ فُصِلْنا
أُحَـاوِلُ فَـهْمَ لُـغْزِي ما اسْتَطعْتُ
قحطان المطحني