ساعةٌ فوقَ الجدارِ تدقُّ في عجلٍ
وعلى الجدارِ دمٌ
وعلى الدمِّ المسفوك ِأتربةٌ
بالقربِ منه ُسِتارةٌ
وعلى الجِدارِ رسوماتٌ و خَربشةٌ
هذا و قد مَالَ الجِدار
و الأرضُ واقفةٌ تغيَّر حَالُها
لمْ تستدرْ للرقص هذا العام
ما حركتْ للشرقِ خصراً دائراً
لم تستمعْ للعزف ِ
شيءٌ مضجرٌ هي دعوةُ الأفلاكِ دوماً
أن تغيِّر ثوبَها
من ليلِها وظلامِه و تعودُ في ثوبِ النهارْ
ووقفتُ أرقُبُ.. هل سينهدمُ الجدارْ؟
الشِّقُ يضحكُ من مرارتِه
وتزدادُ ابتسامتُه
و ينتشرُ الغبارْ
خلفَ الجدارِ مقاعدٌ
نُصِبت كَنصبِ المقصلة
من ذا يكون ضحيةَ الفجرِ الجديد؟
ظَهَرَ الملثم بالسلاسل ِو الحديد
نحو الجدارِ مشى
تلفَّت باسماً
مالَ الجدارُ
حذارِ أن يقعَ الجدارْ
لا تنادِ
إنَّ لهجتَك الجريحةَ ليس يفهمُها الكبار
فاللاتُ لم تسمعْ دعاءً قبلَ ذلك
هل تسمعُ الأصنامُ؟
كلا، بل و تجهلُ أيَّ شكلٍ للحوار
انتظرْ حتى قدومي
سوف نبكي
ثم نبكي
ثم نبكي
ثم يضحكُنا البكاءْ
إنَّ من يبني جسورَ الموتِ من 
أجسادِنا
لم يتقنِ المعمارَ يوما ًو البناءْ
فالأعينُ الشاميةُ السوداءُ : صاح
هي في طبيعةِ لونِها حمراءْ
والأضلعُ العربيةُ الملساءُ –صدِّقني-
هي في الحقيقةِ لم تكن ملساء
إنهم خلفَ المقابرِ
يشربون دماءَ ليلى
في مجون العربدة 
يتآمرون على العروبةِ
والعروبةُ لعنةٌ
وبنو أميةَ نائمون 
مُغيبون
فلا يزيدٌ أو جريرٌ في الفِناء
وديارُ جدِّكَ لم يعدْ في وِسعِها
جمعُ التخوفِ و التأملِ و الشقاء
قد حاولتْ أن تستظلَّ كما أردتَ
وظَلَّ يرفضُها الجدار
قد حاولتْ ترمَيمه
لكنه راضٍ بذاك الانهيار
فلِمَ وقفتَ
وبعتَ سيفكَ يا فتى
و أردتَ ظلاً ليس يُعطى من جدار؟!
شعر : مظهر عاصف