كــفى هَـدمـاً لأَعمــدةِ القـصيـــدة
قـَتلـتَ الشِعـرَ بالحـُللِ الجـديـــدة
عـلى يَـد ِكُـمْ تَغـرّبَـتِ القـَوافـي
وتاهَـتْ في مَنـافـيـها البعـيـــــدة
كـأنّ الشعـرَ قـد أضـحى غـريـباً
شَـقِيـّاً تـاهَ في الأرضِ السعـيــدة
أَيشقى الشِعـرُ في زمـنِ التَـرَدي؟
وكـمْ قـد عـزّ أزمانـاً عَـديـــــدة
فأيـن عَروضُـهُ أينَ القـوافـي
وأينُ الـوزنُ والشُـهبُ العديـدة؟
وأين فوارسُ الشِعرِ المُصَـفّى
وأيـن لآلِـئُ البحـرِ النَضيـــدة؟
فأين الشـعرُ والشعــراءُ حَقــاً
أَما تَرَكــوا لنا سِيّـراً حميـــدة
صَرختُ الصوتَ في بحرٍ عميقٍ
فهل سَتُجيبُني الدُرَرُ الفريـــدة؟
على قبـرِ (الخليلِ) تَهيـلُ دمعـاً
بحورُ الشعرِ والحُقَبُ المَجيدة
أَيُنْكَرُ عَصرُ من جادوا وسادوا
وَ تُهْـدَمُ كـلُ أمجــادٍ تليـــدة؟
أَتَغْـرَقُ ريشـةُ الإبـداعِ يومـاً
وَتَكْسِرُها الأَعاصـيرُ الشَديــدة؟
أَيعلـو الجاهلـونَ بغيرِ عِلـمٍ
وَتَسقُـطُ كـلُ آراءٍ مُفيـــدة؟
مَعاذَ اللهِ أنْ يَنْقَـضَ مَجْـدٌ
وَيسْقُطُ في أَخاديدِ المَكيـدة
لنا مَجـدٌ إذا فيـهِ افتَخـرنا
لَخِلتَ بأنّ أُمَتَنا الوحيدة
ففيها من جميلِ الذِكرِ ذِكـرٌ
تُخَلِـدهُ التواريــخُ المَديـــدة
على الأطلالِ كم نُثِـرَتْ قَوافٍ
وكم غَرِقت ْ بَدمعـاتٍ مُجيــدة
وفي الساحاتِ كم لَمَعَت سيوفٌ
وما بَخـِلَتْ بِضرْباتٍ سديـــدة
وفي الوديانِ كم هامت قلـوبٌ
وما كانت مشاعِرُهُم بليـــدة
أرى طَيفاً على شُبـاكِ حرفي
يُغرِدُ كالعـصافيـــرِ الوليــــدة
يُـطِلُ عليَّ من عَصـرٍ بعيــدٍ
ويُمْطِرُني كَغـيمـاتٍ رَغـيـــدة
ترانيــمٌ على وَتَـرِ القَـوافـي
تُعيـدُ زمـانَ أنغــامٍ فَقيـــــدة
شعر:مشرف بشارات