بِلادُ العُرْبِ غادَرَها الوِئامُ 
وأَوْهَنَها التّدابُرُ وَالخِصامُ
وَأَسْلَمَتِ القِيادَ إلى الأعادي 
فَأذعنَ بَعْدَ طولِ العِزِّ هامُ
فأضحت في ثياب الذلّ تمشي 
إلى المجهول يقذفها الأنامُ
فأقصاها يُدنّس لا تُبالي 
وتُضْرَسُ تحْتَ نابِ الجوعِ شامُ
وَصَنْعاءُ الجمالِ غَدَتْ خراباً 
يُقيمُ بِساحِها المَوْتُ الزُّؤامُ
وَبَغدادُ الرَّشيدِ بها نَخيلٌ 
يذَبِّحُهُ الأَراذِلُ واللّئامُ
لَعَمْرُكَ ما امتَطى صَهَواتِ مَجْدٍ
رِجالٌ باتَ يَمْلِكُهُم مَنامُ
بَدَواْ صُمّاً وقد أنّت ديارٌ
ثَوَتْ في جِسمِها العِلَلُ الجِسامُ
فليسَ يقيلُ عثرَتنا سِوانا 
وليسَ يعيدُ عزّتنا الكَلامُ
لأنّ الكونَ لا يُبدي احتراماً 
لغيرِ يَدٍ يُلازِمُها الحُسامُ
يَدٍ تُقصي المخاطرَ عنْ بلادٍ 
لِيبسِمَ في مَرابِعِها السَّلامُ
يدِ تَبني صُروحاً مِنْ فَخارٍ
يطيبُ لأمّةٍ فيها المُقامُ
________
محمد زايد