بكم سأبيع صوتــــــــي للرّعاع؟***وما سرّ التّمسّك بالضــــياع؟
طغى التّزوير في وطني سنينا***وساد الحيف في كلّ اقتـــراع
وقد نشر التّلاعب في بلادي***سماسرة الفـــــساد من الرّعاع
يتاجر جلّهم في كلّ شيئ***وبيع الصّوت يغتــــصب المساعي
فهل بال الغباء على العقول؟***وبول السّحت ينسب للضّــــباع

بكم سأبيع صوتي للحمير؟***وهم نصـــــــبوا الكمائن للفقــــير
يحدّد سعرنا عرض سخيف***بســـــــوق ظلّ منـــــعدم الضّمير
نساق إلى الصّناديق احتقارا***ونؤمر بالوقــــوف على الشّفــير
وندفع كالخـــــراف إلى حياة***يسير بها الذّئاب إلى السّــــعير
وهذا ما يمارس في بلادي***لنبقى في الحـــــياة بلا مصــــير

بكم سأبيع صـــوتي للكلاب؟***وما السّعر القريب من الصّواب؟
أليس السّعر في بلدي هزيلا؟***وكم دفع ابن آوى للغـــراب؟
وفي الغاب استبدّ بنا وحوش***تقدّمهـا الضّــــــباع مع الذّئاب
وهذا واقع لا لبــــــــس فيه***ترسّخ في الضّمائر كالسّــــراب

بكم سأبيع صوتي للنّعاج؟***ومن سرقوا البيوض من الدّجاج؟
ثعالب أمّتــي أضحوا ذئابا***وهم عند الحروب مـــــــن النّعـــاج
سماسرة الفساد قضوا علينا***وقد تركوا الحيــــاة بلا انفـــراج
وباعونا قطيـــــــــعا للنّصارى***وشعب البطـــن يصلح للــــرّواج
فصرنا في الشّعوب بلا انتساب***وشوّهنا اعوجاج في اعوجاج

بكم سيباع صــــــوت الكادحينا؟***وماذا عن حشود العاطلينا؟
أرى الأحزاب قد بلغت مداها***وفازت في اختراع المرتشـــينا
تقدّم فــــــي الولائم ما تراه***سيسهم في انبساط الجائعينا
وهذا أســـــــوأ الأفعال شرّا***وأخطرها اختراقا للمـــــسلمينا
فلا تسمح ببيع الصّوت فينا***فبيعه ينــــــــشر الشّطط اللّعينا
محمد الدبلي الفاطمي