فَلّوجَةَ الْعِزِّ، يا أَيْقونَةَ الْغَضَبِ *** ما في رِماحِ جُنودِ اللهِ مِنْ عَضَبِ
أَنْتِ الَّتي كَسَرَتْ عَيْنَ الْغُزاةِ وَمَنْ *** رامَ الْعراقَ عَلى صَحْنٍ مِنَ الذَّهَبِ
ما كانَ يَدْري بِأَنَّ اللهَ يَحْفَظُهُ *** فَشَمْسُ هارونَ عَنْ بَغْدادَ لَمْ تَغِبِ
لاقَاهُ أُسْدُكِ وَالْأَنْيابُ بارِزَةٌ *** لِتُنْذِرَ الْغاصِبَ الْمُحْتَلَّ بِالْعَطَبِ
لاقَتْهُ غيدُكِ بِالْأَسْيافِ مُشْهَرَةً *** لا بِالزُّهورِ وَلا بِالْماءِ وَالرُّطَبِ
وَأَقْسَمَ الْحُرُّ، وَالْمَيْدانُ صَدَّقَهُ *** أَنْ لا أُسَلِّمَ لِلْأَغْرابِ أَرْضَ أَبِي
فَفَرَّ مِنْكِ فَرارَ الْعِلْجِ مِنْ أَسَدٍ *** يَكادُ يَنْفُقُ إِذْ يَعْدو مِنَ الرَّهَبِ
وَالْيَوْمَ عادَ بِوَجْهٍ حالِكٍ بَشِعٍ *** لَمّا الْمَجوسُ غَدَوْا مِنْ قادَةِ الْعَرَبِ
ما كانَ حَشْدُهُمُ جَيْشَ الْحُسَيْنِ فَما *** يَرْضى بِغَدْرِهِمُ إِلّا أَبو لَهَبِ
يا أُخْتَ هارونَ، يا عَذْراءُ قَدْ حَمَلَتْ *** بِنَصْرِ مَنْ نَصَروا أَصْحابَ خَيْرِ نَبِيّْ
وَما اسْتَكانوا لِأَهْلِ الْإِفْكِ في زَمَنٍ *** أُصيبَ فيهِ كِلابُ الْفُرْسِ بِالْكَلَبِ
أَبوكِ مَنْ حَطَّمَ الْأَصْنامَ مِعْوَلُهُ *** وَمِنْ لَهيبِ لَظى النُّمْرودِ لَمْ يَهَبِ
وَالْأُمُّ مِئْذَنَةٌ شاخَتْ وَما انْكَسَرَتْ *** فَأَصْلُها ثابِتٌ وَالْفَرْعُ في السُّحُبِ
لا تَطْلُبي الْعَوْنَ مِنْ عُرْبٍ وَلا عَجَمٍ *** وَلا جُيوشٍ كَبَحْرٍ فاضَ بالرُتَبِ
فَنِصْفُهُمْ أُجْهِضَتْ بِالذُّلِّ نَخْوَتُهُمٍ *** وَالنِّصْفُ إِنْ يُغْزَ يَغْدُ الْقَلْبُ في الرُّكَبِ
ثَرى فِلَسْطينَ يَدْري كِذْبَ هِمَّتِهِمْ *** مُذْ أَسْلَموها إِلى الْأَرْزاءِ وَالنُّوَبِ
وَالْقُدْسُ تَعْرِفُ مَنْ ضَحَّوْا وَمَنْ ثَبَتوا *** وَمَنْ تَخَلّى عَنِ الْحُرّاتِ بِالْهَرَبِ
بَغْدادُ تَعْرِفُ كَمْ عَيْنُ الْعراقِ بَكَتْ *** مِمَّنْ أَرادوا عَماها دونَما سَبَبِ
وَها هُمُ الْيَوْمَ يَجْنونَ الَّذي زَرَعوا *** مِنْ جَهْلهِمْ في رُبى صَنْعا وَفي حَلَبِ
لَوْ ظَلَّ جَيْشُ الْعِراقِ الْحُرُّ ما جَرُؤَتْ *** ثَعالِبُ الْفُرْسِ أَنْ تَعْدوْ عَلى الْعِنَبِ
جواد يونس