يا ربَّةَ الشّعر مإذا يفعلُ الشّعْرُ
وما القوافي إذا ما أطبَق العُهْرُ

وما التّداوي إذا قومي بهم صَمَمٌ
عن كلّ مفخرةٍ أضحى لهم عُذْر

ماتتْ حميّتهم مُذْ قال سادتهم
يكفي فخامتَنا الكرسيُّ والقَصْر

مالي رأيتُ رجالاً لا تُحرّكهم
مذابحُ الشّعبِ والتّدميرُ والأَسْر

كأنّما القدس ليست مِن عواصمهم
أو أنّ أبناءهـــــــا عن أمّتي نُكْر
 
أين الصّمود الّذي قالوا به زمناً
أين التّصدّي وأين المجدُ والفَخْر

كمْ يُحْزِن المرء أن تبقى عواصمنا
صمّاء َ ليس لها من امْرها أمْر

يا لَلْعواصم قد ناءتْ كواهلها
وعمّها الضّعفُ والإذلال والقهر
 
صارواا عبيداً ولا عبداً لمعركةٍ
فالحـرب مفخرةٌ يرتادها الحُرُّ

تُنْسى رجولتهم إنْ قيل وا قومي
أو نوديَ الحرب في أسماعهم وَقْر

هم بين مرتجفٍ يخشى عواقبها
وذي مؤامرةٍ قد سرّه الغدر

وبين مرتبطٍ قد بات يأسره
ذلُّ العمــالة, لا يأمنْ له الظّهْر

* * * *
يهودَ يعْرُبَ لن ننسى فيومكمُ
لا شكّ آتٍ ولن يذوي بنا الثأر

يا من تنازلتَ عن حقي بعودتنا
ماذا تقـــول إذا ما ضمّك القبر

أشبالُ قدسي غداً تأتي مزمجرةً
يا قادة العُهْر قد أودى بها الصّبر

وسوف يعلمُ كلّ عِنْد موعده
بركان شعبي إذا ما زُلزِلَ القَصْر

لن يركع الحَقُّ إطلاقاً فإنّ له
في فتية القدس أنصاراً لهم ذِكْر

تلك البطولة والأقصى لها عَلَمٌ
قلْ للعواصـــم: التاريخ ينتظر

الله أكبر يا قدسي ألا اتّسعي
وحاصري الصّمت حتّى يُهتَك السِّتر

القدس في القلب يا أصنام أمتنا
ولن تموت وفينا مسلمٌ حُرّ

إرادة الشّعب صخرٌ لا تفتّته
مدافع البغي والتّهديد والمَكْر

فالشّعب أقسم أن يحيا بعزّته
والنّهر يشهد والأغــوار والبحر

رُمنا العُلا هدفاً والنّصر غايتنا
ومَنْ أراد العُلا لم يثْنِهِ الضُّــــرّ

يا قدسُ يا جنّة الدّنيا وبهجتها
رغم الظّلام قريباً يبزُغ الفجر

يا كلّ قوميَ والتاريخ يذكركم
عاهدتّم القدس عهداً كلّه طُهْر

معاً نسير على عهدٍ نردّده
يا كلّ حرٍّ؛ هو التّحرير والنّصــر
___________________
وصفي تيلخ