لَوْ غابَ خِل ٌّسَوْفَ يُنْسَى بِالزَّمَنْ
إنْ ضَاعَ مَالٌ سَوْفَ يُنْسَى بِالمِحَنْ
أَمَّا الدِّيار إذا تَصول ُ بِها العِدا
كَيْفَ الفؤاد ُبِغُربَةٍ يَسْلو الوَطَنْ
ضَاعَتْ بِلادي والمَعَاشُ بِخَيْمَةٍ
كَمْ كُنتُ عمراً في شَتاتٍ كالدَّرَنْ
أَبكيْ على وَطَنِي بِإِمْقٍ ذَارِفٍ
أَجْرى سُيُولا ًفي عَذاباتِ الشَّجَنْ
ضَاقتْ عَليَّ بلاد ُ عُرْبٍ كُلّها
مِنْ مَغْرِبٍ لِلشَّام حتَّى في عَدَنْ
وَلَكُلُّ أَنواع المَصَائِبِ أُلْصِقَتْ
في كاهلي ولقَدْ مَلَلْتُ مِنَ الفِتَنْ
كَالطَّيرِ فَوْق ُالبحر ِفي عَالي الهَوَى
لا أَرْضَ لي آوِي إلَيْها أَو فَنَنْ
وَأَرَى العُرُوبَةَ مَنْ تَجُوْرُ بِعُرْبِها
وَيُجَار ُمِنها بِالزَّمَانِ عَلى الزَّمَنْ
حَتَّى الأَفَاعي لا تَعضُّ فِراخَها 
أَمَّا العُرُوبة فَالحَشَا يَكوي البَدَنْ
وَأَجُوب ُأَرْكانَ البِلادِ بِمِحْنَتِي 
وحَمَلتُ مأساةَ العُرُوُبَةِ في ِالعَلَنْ
وَأَرى ازْدِرائي مِنْ رَخيصٍ خَانِعٍ 
ولَقَد ْحُقِرتُ بِمنْ كَخَضْراءِ الدِّمَن ْ
كُنَّا وإسْرائِيلُ تَحرِقُ شَعْبَنَا
والكُلُّ يَوْجِمُ مِثْل وَحْشِ الكَرْكَدَنْ
دارَ الزَّمانُ أرى المَعَاشَ مَرَاحِلاً
وَلُكُلُّ شَيء ٍفي الزَّمَانِ سَيُقْلَبَنْ
أُكذُوبةُ اﻹرهابِ صَارتْ قِصَّةً
ياويحَ شِعْري كمْ تَقَلَّبَ لـِيْ مِجَنْ
تَبْكونَ من عَامينِ هَبْها عشرةً
أَمَّا العقودُ بمِحنَتي لا تُحْسَبَنْ
والنِّفْطُ في الحَاناتِ يُنْفَقُ رَيعُهُ
والمالُ أَمسى ضائِعاً لا تَأسَفَنْ
إنِّي أضَعتَ العُمرَ فيكُمْ آملاً
ولقَدْ عَرَفْتُ الآنَ ما فَعَلَ الوَثَنْ
___________
سعود أبو معيلش