ذات ليلة من ليالينا الطويلة

زارني الصمت ليحكي ذُلنا

فبكى حتى بكى الحجر الأصم

قلت يا هذا الذي أرقني

لا تزد حسرة قلبي حسرات

سوف يشكو الذل حتى ذلنا

وسيشكو الحزن من أحزاننا

إن بغى الباغي صبرنا

إن تمادى لم نمل

سئم الليل الطويل عنائنا

؛وبكى السُقم على أسقامنا..

فغدونا كالخراف الشاردة…

أيها الذل الذي يسكننا…

أترانا نستحق العيش في أوطاننا….؟!

********

أمتي لا تحزني

نحن حتى لم نكن يوماً هنا

حين جاء الزور والبهتان من أوساطنا.

نحن حتى لم نحطم قيدنا.

يئسنا القاتم يسكن فينا والأسى؛

منذ أن حارت بنا أحلامنا,

وصنعنا حقدنا مكراً شديداً بيننا.

بعضنا يقتل بعضاَ

بعضنا يحرق بعضاً

بعضنا شتت فينا شملنا

بعضنا يسخر من أحلامنا

بعضنا ينحر بعضاً في العلن

بعضنا يذبح بعضاً في الخفاء

عرضنا المهتوك في كل البقاع

ودمٌ يُسفك فوق الطرقات

بورما تشكو لربي ظلمنا

سوريا تلعننا في كل قطرات دماء

صمتنا يشجبنا

آه لو كنا جمعنا شملنا

وأقمنا أمسنا المذبوح في حاضرنا

لغدونا أمةًًً واحدةً

وبنينا وطنا

ياإلهي يا نصير الضعفاء

هل غدى الإنسان في الأرض مُباح

هل غدت نار الجحيم بلادنا

ياإلهي كن لنا؛

من لنا إلاك يا خالقنا

من لنا غيرك في زمن العناء… إن بغي الباغي علينا أوظلم

نحن لا أحياء كنا؛

لا ولا موتى غدونا.

يا إلهي يا معين؛

كن لنا في كل حين.

أوفاسقنا كأس الردى ..

علَّنَا ننسى الجراح

علَّنَا نُشفي الألم

علَّنَا نمحو الندم

علَّنَا نغدو كراماً…في جنانك في السماء

أرسل لنا لواحةًً لا تُبقي منَّا أو تذر

أو عاصفاً يجتث باقي حطامنا… وإلى الأبد.

شعر:يحيى الصباحي