كنا نطلق عليه لقب الشيخ عيسى لانتمائه لجماعة التبليغ من جهة ولطول لحيته وحفاظه على لبس الثوب العربي من جهة ثانية. جاء الشيخ عيسى إلى أمريكا من الأردن تاركاً وراءه ستة أولاد وزوجة حاملاً بمولود سابع تبين فيما بعد أنها أنثى.

أمضى الشيخ عيسى في أمريكا ثماني سنين متواصلة وهو يكافح للحصول على الإقامة الدائمة(Green Card) من أجل تحسين وضعه المعيشي، لكن دون جدوى، فلم يُوفق في أي منهما.

دخلت آخر بناته -التي كانت زوجته حاملاً بها عند سفره- المدرسة ولم تره، وكانت دائماً تستجديه بواسطة الهاتف أن ياتي ولو مرة واحد كي تراه، لكنه كان يدرك أنه إن ذهب للأردن فلن يتمكن من العودة لأمريكا مرة أخرى. شجعناه على العودة مرات ومرات لكنه لم يصغِ لنا.

عند فجر أحد الأيام أصيب الشيخ عيسى بألم شديد في صدره، استدعى الإسعاف لكنه فارق الحياة بعيد وصوله المشفى بقليل. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
بقلم:نجم رضوان