كنت قد ذكرتُ أن أحد الإخوة الكرام وجّه لي مجموعة من الأسئلة تشتمل على شبهات. وقد قمت بالردّ على أربعة أسئلة منها وأسأل الله التوفيق في الرد على السؤال الخامس.

السؤال:"قصة الاسراء والمعراج هي عبارة عن معجزة حدثت للرسول والغاية من المعجزات هي اسلام اكبر قدر من الناس فكانت نتيجتها ان عدداً من المسلمين ارتدوا عن الاسلام عند سماعها. ويتهم الرسول انه اخذ القصه من الكتب اليهودية.
تم الاسراء بالرسول (ص) الى المسجد الاقصى ولكن وقتها لم يكن مسجد اقصى لان اول مسجد بني للناس هو في المدينة المنورة."
انتهى السؤال.
أقول وبالله التوفيق: لقد أُسرىَ بالنبي صلى الله عليه وسلم من المَسجدِ الحرامِ في مكَّةَ المكرمة إلى المسجدِ الأقصى في القدس الشريف. أراد الله عز وجل أن يُسرّي عن نبيه صلى الله عليه وسلّم ويواسه، بعد أن أصابَه حُزن شَّديد لما لَقيَهُ من أهلِ الطَّائف عندما ذهب لدعوتهم فآذوه ورفضوا دعوته، ومن بعد موتِ عمِّهِ أبي طالب وزوجَتِه خديجة رضي الله عنها، ثمَّ عُرَجَ بِهِ إلى السَّماواتِ العُلى؛ ليريه الله سبحانه من آياته الكبرى. فرجلة الإسراء والمعراج كانت بالدرجة الأولى من أجل النبي الكريم مواساةً ومؤازرةً وتخفيفاً من حزنه.
يقول السائل:"وقت الإسراء والعراج، لم يكن هناك مسجد أقصى، لان اول مسجد بني للناس هو في المدينة المنورة." 
أقول للأخ السائل: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ)، ثم كان المسجد الأقصى بعده مباشرة، وبينهما أربعون سنة كما ورد في صحيح البخاري. ولا شك أن المسجد الأقصى وقت حادثة الإسراء والمعراج كان عبارة عن آثار، لكن ما يهمنا هنا هو المكان الذي كان يحوي تلك الآثار. وقد يتعرض البناء للهدم بين الفينة والفينة، لكن المكان هو المقدّس. ولذلك نحن المسلمين نعتبر أن المسجد الأقصى هو جميع المساحة المحاطة بالسور حالياً والبالغة 144 دونماً (144 ألف متر مربع).

والله تعالى أعلم وأجل.

نجم رضوان