يـا زمـانَ الرَّدى وبالظُّلم أظلمْ
 طـمَـسَ الـنُّـورَ وجـهُهُ وتَـجَهَّمْ
 
يـا ظـهيرَ الـخَنا فَـفي كـلِّ نادٍ
 شـحـذَ الإفـكُ سـيفَهُ وتـقدَّمْ
 
هـدهدُ الحقِّ داهمَتْهُ خطوبٌ
 غَـــرِّدِ الــيـومَ نـشـوةً وتـرنَّـمْ
 
فَــلَـكَ الــبـرُّ مــسـرحٌ ومِـهـادٌ
 وبِـكَ الـبحرُ قـد تَـهادى وأغلَمْ
 
جــالَ رُبَّـانُـك الـسَّـفيهُ بِـلَـيْلٍ
 يـنثرُ الـسحرَ والـبيانَ المُنَمْنَمْ
 
أيـنَ كنَّا فَسَائِلِ الشمسَ عنَّا
 واسـألِ الـريحَ بـأسَنا إن تكَلَّمْ
 
أمَّـةَ النُّورِ فاستعيدي وعودي
 دُرَّةَ الـكـونِ والـجُمانَ الـمُنَظَّمْ
 
أين بأسُ الفاروقِ عدلاً وسيفاً
 أخرسَ البغيَ والضَّلالَ وألجَمْ
 
بَـلَغَتْ خـيلُهُ الـمشارقَ تَـعْدو
 تـدمغُ الكفرَ من دَعِيٍّ وأعجَمْ
 
مـنـبرُ الـحـقِّ والـمُـحَدَّثُ فـيهِ
 طـابَ ذِكراً من عبقريٍّ ومُلهَمْ
 
أيـنَ عـثمانُ يـبعثُ الـنورَ فـينا
 وأبــو بـكـرٍ والـهُـمامُ الـمُـكَرَّمْ
 
كـيـفَ هُـنَّـا رُوَيْـبـضِيٌّ سـفيهٌ
 وُسِّـدَ الأمـرَ واسـتباحَ المُحَرَّمْ
 
يــا صـديقي فـخلِّ عـنكَ فـإنَّا
 قـد كُـفينا وأَسْلِمِ الأمرَ تسْلَمْ
 
عُـضَّ جِـذْعاً بـناجِذَيْكَ شديداً
 وانـتَظِرْ قـبضةَ الرَّسولِ فتَغْنَمْ
 
زَمـنُ الـحقِّ أهـلُهُ في سُباتٍ
 ســادرٍ بَـيْنَ مُـستقيلٍ وأبـكَمْ
 
أدْرَكَ الـركبَ مـن يُـهَجِّرُ فـجراً
 وَجَـنـا الــذُّلَّ خانعٌ واستسلَمْ
 
عبد الحليم  عبد الحليم