في أرضنا العربية الألفاظ تفقد أصلها..
وبريقها.. ورحيقها..
وكأنها الأزهار تفقد فرعها
أو أنها الأطيار تفقد عشها
في أرضنا العربية الكلمات تخلع ثوبها..
وتسير في الطرقات تفضح عرضها
في أرضنا العربية الأشخاص تأكل بعضها..
وتزوغ في الأقدار تركب ظهرها
في أرضنا..فى أرضنا
ماذا أقول وقد سئمت جدالها
و كلامها..
و رجالها..
*****
قد صار معدننا حجر
فإذا الكلام تجملت حلقاته
وإذا اللسان تنصلت كلماته
فاعلم بأنك في بلاد العرب وعليك الحزر..
والكل يحيا كما يشاء..
والكل يكذب ما يشاء..
والكل يحلم ما يشاء..
فلا حياء ولا ولاء ولا عبر..
الكل يحلم ما يريد
فلا حدود ولا سدود..
وان تمادى الحلم حتما… ينحسر..
*****
في عرفنا..
لا فرق بين المخلوقات فكلها.. مثل البشر!!
فهناك سيد والعبيد تحفه
وتقبل الأقدام تحت نعاله
وتجمل الأحلام تحت وسادته
وتلطف الأخبار عند جلالته
كل الأمور تسير تحت إمارته
و- كما يريد – سعادته …
وهناك صيد والأسود تحفه
تحت القيود تدسه
وتزلزل الأرض الضعيفة تحته
وتوصد الأغلال حول جناحه
وتوسد الأوهام تحت فراشه
*****
في أرضنا
اليأس مفتاح الفرج
وإذا كفرت برحمة الحكام في أقدارنا
وإذا سخطت بقبضة الرهبان في أرواحنا
وإذا شعرت بحلكة الظلمات بين دروبنا
فلا جدال ولا حرج
وعليك بالحلم الجميل إذا بليت ..فانه…
شاء القدر..!!
وإذا البلاء تعددت ألوانه.. أشكاله..
وأغار كالسيل المخيف وخلفه..
قد مال سدٌ وانكسر
فاعلم بان الناس – مثلك – كالبهائم تنتظر..
ولقد تملكهم أمرهم
جهلٌ جهولٌ قد تمكن وانتصر
*****
في أرضنا
لا فقر بين العالمين فكلهم.. اغني البشر..
لا ظلم يمرح بينهم
لا جهل يملأ أرضهم
لا داء يستشرى ويقطع نسلهم
فالكل في هذى الديار ….
بأمنهم.. وأمانهم..
وسلامهم…..
مثل البقر
ترعى وتخلد للسبات إذا أحست بالخطر
****
جمال نصير