اللهُ لم يتَّخِذْ زَوجاً ولا وَلَدا
ولا شَريكَ لهُ في مُلكِهِ أَبَدا
ربٌ رحيمٌ بكلِّ الخلق ذو كَرَمٍ
وكُّل شيءٍ لقد أحصى لهُ عَدَدا
وخالقُ الكون ِ والأفلاكُ يرفَعُها
ولا نرَى من بناءٍ تحتهُ عَمَدا
ما ضَرَّ ابليسُ لو ألقى تَكبُّرَهُ
وَماثِلاً لأبي الإنسانِ قَدْ سَجَدا
أو ِقسُّ قومٍ إذا التوحيدُ يقبَلُه
وملحدٌ إن اتى للهِ أو شَهِدا
ومسلمٌ كانتِ الآباءُ تُفسِدُهُ
وقام يُصلِحُ ما في العقلِ قَد فَسَدا
وما أضرَّ قريشاً أنها كَفَرتْ
لمْ تَخشَ ناراً بِخُلدٍ خالدٍ أَبَدا
مُحمدٌ كانَ للتَّوحيد ِ مُبْتعَثاً
وخيرَ من في بني الإنسانِ قد ُُُُولِدا
إنَّ اليهودَ من التوراة تَعرفهُ
وذكرهُ في قديمِ العهدِ قد وَرَدا
والنارُ فيها لكلِّ الناظرينَ لظىً
أمَّا لموسى غدتْ والمؤمنينَ هُدى
والنارُ تحرِقُ كلَّ الداخلين بها
وقد أتت ْلخَليلِ اللهِ بَردَ نَدى
الله يعطي هو المعطاءُ ذو كرمٍ
ولا يَضيعُ عَطاءُ الأكرَمينَ سُدَى
للناس جودٌ وإنَّ المنَّ يفسِدُهُ
وكُلُّ جودٍ أتاهُ المنُّ قد فَسَدا
والحقدُ كالنارِ كمْ يزري بصاحبهِ
كالجمرِ و الصدرِ مَحرورٌ إذ اتَّقدا
يا زارع َالشوكَ باﻷيدي سَتقلعهُ
تُدْمى يداكَ إذا ما الشوكُ قدْ حُصِدا
يا ناكِرَ الخير في دارٍ كَبُرتَ بها
لا تبعَثَنََّّ من النيرانِ ما خَمَدا
من يخدعِ اللهَ إن الله خادِعهُ
وبئسَ عابد أصنام وما عَبَدا
لن أجعَلَنَّ حَديث َالغِلَّ قاَفيَتي
ذِكرُ النبيِّ يُزيلُ الغَمَّ والكَمَدا
يا قاذِفَ المُحصَناتِ اليومَ مُغتَبِطاً
سَتَذرِفَنَّ دُموعَ الخاسرينََ غَدا
يا ناعقاً لَمْ تَقُمْ يوماً لِنُصرَتِنا
وَأنت من دَقَّ في أوطاننا وَتَدا
ابنُ الوليدِ مَعَ الفاروقِ عِزَّتُنا
لا تُبصِرُ العَينُ إن صار الهوى رَمَدا
لولا التشرذمُ ما ضاعتْ سيادتُنا
والضَّبعُ قد صارَ في قفرِ الَفلا أَسََدا
________________
سعود معيليش