أضعْنا العمر في زمنٍ غوانا 
وصوت الشرّ يصدح في سمانا
فهذي النفس كمْ تشكو ذنوباً ! 
وهذا الحزن عمراً قد أسانا
يشيب الطفل في عمرٍ صغيرٍ
ويغدو الحبّ مرهوناً مدانا ..
وداعي الخير أضحى في ضياعٍ
يسير الدرب كمْ يرجو الأمانا ..
فدمع العين يتلو كلّ ظلمٍ 
وداعي السوء يعبث في خطانا
ذراع الجوع تفتك لاتبالي 
هي الأرزاء تجْثم في ربانا
غريبٌ أمر قلبٍ من حديدٍ 
مُساقٌ للهوى والموت هانا
نلوم الهجر نشكو ضيق حالٍ
بأيدينا نُجافي من رعانا..
ووجه الصّدق تكسوهُ رمالٌ 
ملامح حُسنه حُجِبتْ زمانا
يواري شمسنا غيم المآسي 
ويرْعد في المدى صمتٌ تدانى ..
أيادي الغدر تغتال الأماني .. 
تقيّد حلْمنا ..تغْزو المكانا..
أنين الروح يُسْكبُ في كؤوسٍ 
ليسْقي الخفْق همّاً قدْ شجانا
كفانا نزرع الأحقاد شوكاً 
فمن حقّ الورود بأنْ تُصانا
الى ربّي نفرُّ بما اكتسبْنا 
وبالقرآن نجلو ما شقانا
فذي الأخلاق كم تبني حصوناً 
فلا نخشى انهزاماً أو هوانا ..
___________
رانيا إمام