اغـمـد سـلاحـك ف(الـعـدو) أخـوكـا
و(الـخـصـم) إبـنــك والقـتـيـل أبـوكــا
والأمّ مــصـــرٌ بــالــحــداد تـعـصــبــت
لـــمـــا رأتـــهـــم بــالــوغــى جــرحــوكــا
فالجرح جرحي والنزيف به استقى
كــــأس الــمــرارة بــالـــدروب بـنــوكــا
ذلّ الـمـفـاتـن بـالــهــوان خـصـومـنــا
صـنــعــوه فـيــنــا مـرتــعــا مـصـكـوكــا
وبـسـهـم غـــدر بـالـديـاجـي لــلــردى
بالـعـمـد صـــار بـصـدرنــا مـسـمـوكـا
جـعـلــوك دمـيـتـهـم بــكــف يـرتــجــي
شـعــب الـكـنـانـة بـالـصــراع هـلـوكــا
أصـبـحـت فـيـنـا ذا ســـلاح مـشـهـر
فـــظـــا بـــأوهـــام الـــدجـــى مــدكــوكــا
بسـطـوا السيـاسـة فخـهـم بطريـقـنـا
فـبـهــا جــهـــارا بـالــهــوى صــادوكـــا
أردوك بالحـتـف المجلـجـل بـالـنـوى
وبـطـمـس فـوضــى بـالـبـلا سـكـوكــا
وقـتـلـت نـفـسـا بالـحـصـانـة مـاجـنــا
تـمــشــي بــــــآلام الــطــعــان زكــيــكــا
مـصـر الحبيـبـة أصـبـحـت بأنيـنـهـا
تشكو .. تعانـي بالشقـوق شكوكـا
أتـــعـــود وحــــــدة أهــلــهـــا بــتــآلـــف
وتــــؤم نـهـجــا واحــــدا مـبــروكــا ؟!
وتــلـــوح فـيــهــا مـنــقــذات نـجـاتـهــا
تخـتـار خـيـرا بالـهـدى مسـلـوكـا ؟!
كنا جميعا .. ليت شعري ما جـرى
إنــــــا أســـأنـــا بـالـهــتــاف ســلــوكـــا
وتـجـمـعـت فـيـنــا الـجـمــوع بـرأيــهــا
فــــــإذاك تـــصـــدم حـــرمـــة لأبــيــكـــا
وتـرى الخلافـات الجسـام ترعرعـت
بـالـشـوك أضـحــى ثـوبـنـا مشـبـوكـا
ورداء مـــصـــر تــمــزقــت أطـــرافــــه
حــتـــى أبـــــان جـمـالـهــا الـمـنـهـوكـا
وتفـتـقـت فـيــه الـحـواشـي وانـتـهـت
قـــد كـــان ثــوبــا رائــعــا مـحـبـوكـا !
وتــبـــددت فـيــهــا الـحـنـايــا قـــســـوة
عظـمـى تـهـدم صرحـهـا المسـبـوكـا
يـا حـزن قلـبـي أن يــرى بشجـونـه
فـــــي مـصــرنــا للـمـهـلـكـات دلــوكـــا
اتـــــرك ســلاحـــك لا أراه مـخـضـبــا
يـــا بـــن الكـنـانـة بـالـدمـا مـشـكـوكـا
إن الأعـــادي للـتـقـلـب فــــي الـعـنــا
بــثــوا الـمـهـالـك كـلـهــا مــــن فـيــكــا
فـنـطـقـت إفــكـــا بـالـمـهــازل مــائـــلا
بـالـلـيــل تـغــشــى لـلــظــلام حــلــوكــا
اغـمــد رمـاحــك أن تـمــزق جــهــرة
فـيـنــا ســلامـــا قـــــد تــمـــزق فـيــكــا
فـبـنــا سـكـنــت بــــدار ألـفـتـنـا بــهــا
بـالـفـجـر تـسـمــع بــــالأذان الـديــكــا
وطـعـمـت فـيـنــا مـطـعـمـا بـمـجـالـس
يـحــوي الـثـريـد الـطـيـب الـمـدهـوكـا
ووجـــدت مـوفــور الأمـــان مـمـهــدا
مـــا تـرتـجـي مـــن خـيـرنــا نعـطـيـكـا
هـــم أهـــل بـيـتـك والـبـيــوت بـعـزهــا
تـسـمــو وفـيــهــا بــالإخـــاء أخــوكـــا
أجـهـلــت جــهــلا بـالـفـتــون وإنــهـــا
رزء دهــــانــــا بــالـــهـــوى مــفــكــوكــا
إنــي فجـعـت بحربـنـا يــا مــن لـغـى
فــيــنــا حــديــثــا بـالـفــضــاء ركــيــكــا
وتشابكـت فيـهـا الـحـروف ومـزقـت
صـــفــــا يـفــكــكــه الـــعــــدا تـفـكــيــكــا
وتـراقـصـت فـيـهـم عـيــون غــــردت
لـــمــــا رأتــــنــــا هــــكــــذا أمــريـــكـــا !
وتـمـايـلـت ســعـــدا يــهـــودٌ أطــربـــوا
لـــمــــا ابــتــدأنـــا لــلــفــنــا تــحــريــكــا
اغـمـد رصـاصـك بالـمـدافـع لا أرى
رشــــــاش قـــتـــل لــلــكــلام شــريــكـــا
أو كـره قلـب بالضغائـن قـد مـضـى
فـيــنــا جـمـيـعــا بـالـحـشــا مـسـكـوكــا
أســـرج جــــوادك لـلـتـآخـي مـسـرعــا
لـتـكـون فـــي حـســن الـلـقـا مـكـوكــا
والعار أن تصغي لمن سالوا الدمـا
لـتــكــون نــهـــرا أحـــمـــرا مـسـفــوكــا
اغـمـد سـلاحــك يـــا أُخَـــيَّ مـحـاربـا
إبـلـيــس يــبــرك بـالـقـلــوب بــروكـــا
طـهـر فــؤادك مــن فـواحـش أقبـلـت
واجـــعـــل قــتــالــك بـيـنــنــا مــتــروكــا
وانـهـض لتصـلـح بـيـن خــلان لـنـا
حــتــى تـغــيــظ عــدونـــا الـصـعـلـوكـا
بـالـنـور أقـبــل صـافـحــا متـسـامـحـا
فـالـحــر يــأبـــى أن يُـــــرى مـمـلـوكــا
ولــنـــا بـمــصــر وشــائـــجٌ وتــوافـــق
فـيـهــا صـكـكـنـا بـالـســلام صـكــوكــا
فـاجـعـل ســلاحــك صـامـتــا بـأمـانــه
عن شعب مصر وأرضها ممسوكا
اعــرف عــدوك إن مـصــر حبـيـبـة
فـيـهـا الـشـجــون بـدمـعـهـا تـرنـوكــا
وتــقــول أرجــــو لـلـجـمـيـع ســلامـــة
فاغـمـد سـلاحـك يــا أخــي أرجـوكــا
والله ربـــــــي ذو الـــجــــلال لـــنــــوره
ولـــرشــــده ولــهــديـــه يــهــديــكــا !!
شعر:صبري صبري