أنا يا بلادي
من جراحك كم خجلتُ لأنني
لم أستطع يوماً إلى تلك الربوع وصولا
أنا ما بخلت على الطريق بخطوةٍ
لكنّ من وعدوا خطاي بعودةٍ 
غابوا تباعاً
خلِّتهم حبات مسبحةٍ تقطّع خيطها
فتساقطوا..
خذلوا خطاي إليكِ حين تبخروا
وعن النفير تأخروا..
فلتعذريني يا بلادي سامحيني 
إنهم بغيابهم تركوا على وحل الطريق وحولا
باتوا بلا ماءٍ على تلك الوجوهِ،
رأيت نخوتهم سراباً بعد أن كانوا
لدى مطر الوعود سيولا
لم يبقٓ غير ظلالهم حولي
تيتمت الخطى وتجاهلوا قولي 
ما حركوا ظلاً لهم نحوي
وشمس الهجر تحرقني
وحين صرختُ فيهم أقبلوا
يتنافخون لنجدتي..
لكنهم وقفوا 
أمام جدار صمتٍ شاهقٍ 
غمسوا أصابعهم بشيءٍ من دمي
كي يرسموا فوق الجدار مقابضاً لسيوفهم
وخيولا ..!

علي البتيري