خريفُ الحلمِ.. فاجأني

كعُقبانٍ تهاجمُ طيرَ أشجاري

ففي الرُّؤيا

رأيتُ الشمسَ تيجانـًا من الشوكِ

وقد كانَ

رأيتُ الحزنَ ذئبـًا ينهشُ القلبَ

وقد كانَ

رأيتُ الزهرَ أطفالاً بلا مأوى

وجرحَ المسجدِ الأقصى.. يناديني

يذكـّرني بعِقدِ الفلِّ في قلبي،

بطعمِ التمرِ.. والتينِ

فتعلو صرخة ُالأرضِ،

أغيثوني؛

سياجُ النارِ قد غـُرزت بأضلاعٍ من الورقِ

وأمواجُ اللظى تلهو بأوردتي،

وتجبرني على الغرقِ!!

أظافرُ صمتِكم ساختْ بشرياني،

فصار الصمتُ أسوارًا،

وصرتم سوطَ سجاني!!

أناشدكم،

أناشدُ فيكمُ الشمسَ التي رضعَتْ شراييني

أناشدُ قمحَ ذاكرةِ المحبينَ

أسيلوا صوتكم نهرًا؛

ليغسلني

ومدوا صدرَكم دِرعـًا؛

لتحميني،

وتسترَني من العارِ

أناشدكم،

بدَيْنِ الابنِ.. للأمِّ

بحقِّ فصيلةِ الهَـمِّ

تهبُّـوا من سُباتِكمُ؛

وغطـّوا صوتي العاري

فقد باتتْ جُلودُ الشمسِ بُركانا

أغيثوني…..؛

ألا إن مُزّقَ الثوبُ

لصار الثوبُ.. أكفانــا

شعر:محمد السيد عبد الفتاح إبراهيم