قبل شهرين اعتقلت ابنتي ( يثرب ) بتهمة محاولة طعن جندي اسرائيلي
 اثر اقتحامها حاجز قلنديه بسكين على مدخل القدس الشريف ولا تزال رهن 
الإعتقال والمحاكمات، فكانت هذه الأبيات تعبيرا متواضعا بعنوان "نيابةً عنكم".

يا أهلَ يثربَ قد طغى الأعداءُ
وتواترت فيما جرى الأنباءُ
وتزاحمت بين الضلوع هواجسي
وتخاصمت في مهجتي الآراءُ
جاء الذي شهد الوقيعة منبئاً
ووددت أن لو خانهُ الإنباءُ
ووددت تكذيب الشهود تجاوزاً
ووددتُ لو شاب النبا أخطاءُ
قالوا شهدنا في الزحام صبية
يوم الكريهة والقلوب هواءُ
لتذود عن شرف العروبة طفلة
وخطى الملوك الخانعين وراءُ
قد عزت الفرسان في ساح الوغى
فتقدمت صوب الوغى العذراءُ
لما تراخى الدارعون تقدمت
ويد المنون طويلة حمراءُ
ما صدها صوت الرصاص لتنثني
ما خاب للجمع الغفير رجاءُ
صاحت وفي الكف الرقيقة خنجر
ناموا لتزحف بالجيوش نساءُ
في القدس ملحمة تطاول عهدها
ضجت بأرواح الشهود سماءُ
المسجدُ الأقصى يهان جهارةً
وتكدست في ساحه الأشلاءُ
أيباع يا أهل العروبة مسجدٌ 
وإلى كتاب الله فيه يُساءُ؟
جاست خلال الدار أرذلُ أمةٍ
وجرت على طهر الرحاب دماءُ
في القدس أرواحُ الرجال رخيصةٌ
وتبدلت في أرضها الأشياءُ
الناسُ فيها لا تعيش طفولةً
منذ الولادة تولد الأعباءُ
لو أن للتاريخ عوداً أحمدا
لبكت على أيامنا الخنساءُ
ولأمطرتنا بالشتائم كلها
هل قصر الآباءُ يا أبناءُ
لو أن أصحاب القبور تنبهت
لبدا على أوداجها استحياءُ
أتقرُّ لي عين وأنت أسيرةٌ
ويعود إشراق لها وضياءُ
يا ليتها خافت وخانتها الخطى
وطغى على إقدامها الإبطاءُ
ما اشتد ساعدها لتطعن دارعا
لكن قلب الثائرين يشاءُ
قالوا وليس السامعون كمن رأوا
وبمثل يثرب تفخر الآباءُ
___________
صلاح ريان