إِذا داهَمَتْكَ جُيوشُ المَلَلْ
وَغابَتْ عَنِ الرُّوحِ شَمْسُ الأَمَلْ
وَضَاقَ بِصَدْرِكَ رَحْبُ المَدى
وَصارَتْ هُمومُكَ عِدْلَ الجَبَلْ
وَتاهَتْ سَفينُكَ في حِيْرَةٍ
وَنُورُ البصيرَةِ عَنْكَ ارْتَحَلْ
وَراحَتْ عُيونُكَ تُهمي دُموعاً
وَصَارتْ دُموعُكَ تُدْمي المُقَل
فَلا تَعْتِريِكَ رِياحُ القُنوطِ
وجاهِدْ وقاوِمْ خُمولَ الكَسَلْ
*** *** ***
تَصَبَّرْ فَفي الصَّبرِ يَحْلُو الأَلَمْ
وتَجْني مِنَ الصَّبْرِ شَهْدَ العَسَلْ
تَعَلَّمْ مِنَ النَّبْعِ عِشْقَ الحَياةِ
ومِنْ مَعْشَرِ النَّحْلِ حُبَّ العملْ
يَرُوْحُ ويَغْدُو إِلى رِزْقِهِ
وكَمْ مِنْ لَذيذِ الرَّحِيقِ نَهَلْ
تَعَلَّمْ مِنَ النَّهرِ إِِصْرارَهُ
يَشُقُّ طَريقاً بِصَخْرِ الجَبَلْ
وَمِنْ دِيمَةِ السَّكْبِ نُبْلَ العَطاءِ
وَمِنْ دَوْحَةِ الشِّعْرِ بَوْحَ الغَزَلْ
تَنَشَّقْ تَنَشَّقْ عَبيرَ الوُرودِ
وَشارِكْ طُيورَ البراري الزَّجَلْ
*** **** ***
تَذَكَّرْ بِأَنَّكَ رُوحُ الإلهِ 
وكُنْهُ الخَليقَةِ مُنْذُ الأَزَلْ
حَباكَ الكَريمُ بآلائِهِ
فَلا تَجْزَعَنْ واقْصِ عَنْكَ الوَجَلْ
فَمِنْهُ الشَّفاءُ ومِنَكَ السَّقَمْ
وفيكَ الدَّواءُ ومِنْكَ العِلَلْ
**** **** ***
تَفَلَّتْ أُخَيَّ وفُكَّ الحِصارَ
ولا تُبْقِ رُوحَكَ في مُعْتَقَلْ
َ هَلُمَّ نُحِبَّ فُصولَ الحياةِ
ونَقْتُلَُُ فِينا وُحُوشَ الفشَلْ
فَبِالحُبِّ نُحْيي مَواتَ القلوبِ
ونَغْدو شُموساً تُزيلُ الطَّفَلْ
**** *** ***
تَعالَ ابْنَ أُمِّي وبُحْ ليْ وقُلْ
عَلامَ النَّحيبُ كَصَوْتِ الخَبَلْ
وأَقْبِلْ إِلَيَّ نُناجي الوَتَرْ
ونُنْشي رَبيعاً كَوَشْيِ الحُلَلْ
فَيَعْشَوْشِبُ القِحْطُ في حَقْلِنا
وتَبْني العُشوشَ طُيورُ الحَجَلْ
*** *** ***
ياسر فايز المحمد