لَا يَشْتَكِيْ الدَّهْرُ لَا عِيَّاً وَلَا صَمَما // وَسَوْفَ يَشْهَدُ يَوْمَاً بِالذِيْ عَلِما
وَيَكْتُمُ النَّاسُ أَشْيَاءً أَمَا عَلِمُوا // أَنَّ الزَّمَانَ يَرَى مَا كَانَ مُكْتَتَما
تَأْبَى الحَقِيقَةُ لَوْ طَالَ الغِيَابُ بِهَا // إِلَّا البُرُوزَ شُعَاعَاً يَقْهَرُ الظُّلَما
وَالجَهْلُ يُوهِمُنَا أَنَّ النَّعِيمَ لَظَىً // وَلَوْ عَقَلْنَا رَأْيَنَا فِيْ الأَذَى نِعَما
هَوِّنْ عَلَيْكَ فَمَا تَلْقَاهُ مِنْ أَلَمٍ // لِغَايَةٍ، عِنْدَهَا تَنْسَى بِهَا الأَلَما
وَلَا تَكُنْ ضَيِّقَا صَدْرَاً بِمَا مَكَرُوا // وَلَوْ نَزَفْتَ عَلَى صَدْرِ الصَّليبِ دَما
أَدْنَى الثِّقَاةِ الذِيْ أَمَّلْتَ نُصْرَتَهُ // خَلَّاكَ وَحْدَكَ فِيْ المَيْدَانِ وَانْهَزَما
لَكِنَّ مَنْ كَانَ رَبُّ العَرْشِ نَاصِرَهُ // تَجِدْهُ فِيْ سَاعَةِ الأَهْوَالِ مُبْتَسِما
إِنَّ اليَقِينَ الذِيْ فِيْ القَلْبِ يَحْمِلُهُ // دِرْعٌ يقيه مِنَ الأَعْدَاءِ مَا عَظُما
إِنِّيْ أُعِيذُكَ بِاللهِ العَظِيمِ مِنَ الـ//ــعُيُونِ إِنْ قَذَفَتْ مِنْ حِقْدِهَا حُمَما
لَا زِلْتَ تَصْعَدُ فِيْ العَلْيَاءِ مُنْطَلِقَاً // لِقِمَّةٍ مَعَهَا نَسْتَصِغْرُ القِمَما
إِلَى النُّجُومِ إِلَى مَا فَوْقَهَا وَإِلَى // مَا لَمْ تَرَ العَيْنُ لَا حَقَّاً وَلَا حُلُما
مَنْ كَانَ يَرْعَاهُ رَبُّ العَرْشِ جَنَّبَهُ // مَكْرَ العُدَاةِ وَمِنْ أَشْرَاكِهِمْ سَلِما
فَارْفَعْ جَبِينَكَ نَحْوَ الشَّمْسِ مُفْتَخِرَاً // وَانْصُبْ لِمِجْدِكَ فِيْ أَسْمَى الذُّرَى عَلَما
_______________
شعر : سعيد يعقوب