لأنــــي كـلـمـا انـزَلَـقُـوا ثَــبَـتُّ
عــلـى صَــخـرٍ بـهـاويـةٍ نَــبَـتُّ
.
تُرابي صُفرَةُ الغَسَقِ المُسَجَّى
و مــائـي لِـلـسَّـحابةِ لا يَــمُـتُّ
.
و جـذري ناحِتٌ في الرِّيحِ, إني
لِأجــلِ الـرِّيـحِ أَقــرأُ مــا نَـحَـتُّ
.
و سَـاقِي شَهقَةٌ كَتَمَت صَدَاها
عُـيُـونُ الـرُّوحِ فـي عَـضُدٍ تُـفَتُّ
.
و غُـصـني أولُ الـكـلماتِ ضَـربًا
على وَجهِ الظلامِ إذا احتَشَدتُ
.
و ظِــلِّـي لا يُـفـارقُـني.. لِأنــي
وحـيدٌ, لا انـفَصَلتُ و لا اتَّـحدتُ
.
بـمـاءِ الـنَّارِ أرسـمُ وَجـهَ قـلبي
عــلـى ظَـهـرِ الـهَـجيرِ إذا أرَدتُ
.
إذا ثـــارَ الـجَـفَافُ عـلـيَّ يَـومًـا
بَـصَقتُ دَمِـي عليهِ و ما التَفَتُّ
.
و إن شَــحَّ الـمِـدادُ نَـحَرتُ لـيلًا
يُــمـاطِـلُ بـالـحَـنِينِ و لا يَــبُـتُّ
.
كـثيرًا غِبتُ عَن جَسَدِي, لأني
أرى أنــي اقـتَـرَبتُ إذا ابـتَعَدتُ
.
كـثيرًا عُـدتُ مِـن قَـلَقي وَحـيدًا
أُصـافِحُني و أعـجَبُ كيفَ عُدتُ
.
بــلا رِيــحٍ تُـجَـفِّفُ مــاءَ رُوحـي
و لا قَــمَــرٍ يُــلَــوِّحُ إنْ خَــفُــتُّ
.
و لا وَطَـــنٍ أُقَـبِّـلُ مِـنـهُ رَأسًــا
و أَمـسَـحُ وَجـنَتَيهِ كـما وَعَـدتُ
.
أنا مِن أينَ؟! كيفَ خَرَجتُ مِني
و عُــدتُ إلـيَّ أسـألُ أيـنَ بِـتُّ!
.
أنــا مِـن أيـنَ يـا قَـلَقِي؟ لِـماذا
تُـقَاطِعُنِي و تَسكُتُ إنْ سَكَتُّ!
.
عـيونُ الناسِ تسألُ عَن بلادِي
لِــمـاذا كـلـمـا سَـأَلُـوا بُـهِـتُّ؟!
.
كـأني صِـرتُ أَحمِلُها و أخشَى
عـلـيها فــي يَــدَيِّ إذا اتَّـقَدتُ!
.
و أَكـتُمُها و أُقـسِمُ لَيسَ عِندي
سِـواها إن نَـطَقتُ و إن صَـمَتُّ
.
و قَـد أبـكِي لِـتَعلَمَ حِـينَ أبكِي
بـأنـي مِـثـلَما وَجَــدَت وَجَــدتُ
.
عـلـيها اللهُ سَـلَّـمَ يَــومَ غـابَت
و يَــومَ وُلِـدتُ يـا قَـلَقِي و مُـتُّ
__________________
يحيى الحمادي – اليمن