كمْ قلْتُ شِعْـرًا وَ كمْ زيَّنْتُ أحْـلاَمِـي
لكنَّنِـي اليَــوْمَ قـدْ أدْرَكْتُ أوْهَـــامِــي
*
أيْنَ البُطُـولَــةُ هلْ فِي الشِّعْـــرِ قُوَّتُنَـا
أمْ أنَّــهُ الوًاقِــــعُ المَذْمُــــومُ قُدَّامِـــي ؟
*
لاَ لنْ أقُــــولَ بِأنِّـي اليَـــــوْمَ أغْنِيَّـــةٌ
خَضْــراءُ يَعْزِفُهَـــا جُـــــرْحٌ بِأنْغَــامِ
*
أرِيدُ أنْ تَطْلًـــعَ الشَّمْــسُ الّتِي هَرَبَتْ
مِنَّا وَعَــاشَتْ بِلاَ ظِــــلٍّ وَ إسْـــــلاَمِ
*
لوْ كنْتُ حَقًّـا بهَذا الوَجْــــهِ لَانْكسَرَتْ
هَذِي القيُـــودُ وَغنَّـى الكَـــوْنُ آلاَمِـي
*
مَا حِيلَتِي إنْ ترَكْتُ الصِّدْقَ فِي قفَصٍ
كيْ يَسْرِقَ الكَـذِبُ المَجْنُـــونُ أيَّـامِـي
*
هَذِي الحَقِيقَــةُ فوْقَ المَــــاءِ تحْمِلُنِـي
وَلاَ أرَى بعْـدَ هَذا الوْصْفِ أقْــلاَمِـي
*
متَـى سَيَنْطَلِــقُ الإسْــــلاَمُ مُخْتَــرِقًــا
كُلَّ العيُــــونِ عَلَى أبْـــــوَابِ حُكَّـــامِ ؟
*
أرَاكِ يَاقُـــــدْسُ فِي قلْبِـــــي مُقَيَّــــدَةً
وَهَـلْ هُنَـــا تَرَكُـــــوا قَلْبًــــا بِلاَ رَامِ ؟
*
وَأنْتِ يَاشَـــــامُ كمْ أحْــرَقْتِ دَمْعَتَنَــا
لِكَيْ نَثُـــــورَ وَ لَكِــــنْ دُونَ إقْـــــدَامِ
*
تَحِيَّـــــــةً لِلَّـــذِي بَاتَتْ قَصَـــــائِــــدُهُ
فوْقَ الرَّصَــاصِ بِلاَ وَزْنٍ وَ إحْجَــامِ
*
لمْ يبْــــقَ غيْــرُكَ يَا قلْبِـــي يُعَلِّمُنَــــا
أنَّ الشَّهَــــــادَةَ لمْ تُخْلَـــــقْ لِأقْــــزَامِ
*
إلىَ الحَضِيـضِ يَقُـــودُ اليَـــوْمَ أمَّتَنَــا
مَنْ غَيْرهُـمْ وَطَــؤُوا قبْـــرِي بِأقْــدَامِ ؟
*
قدْ أوْجَـدُوا بعْدَ هَذا العُمْـرِ مَنْ لَبِسُـوا
وَجْـــهَ الرَّسُــولِ وَخَانُـــوا كلَّ أقْـوَامِ
*
لوْ كـانَ حَيًّـــــا بقلْبٍ عَـاشِـــقٍ أبَـــدًا
مَاكَـانَ يغْـرَقُ فِي أوْحَــــالِ أصْنَـــامِ
*
اِلْبِسْ كمَا شِئْتَ فَالإسْــــــلاَمُ مَدْرَسَـةٌ
لِلْقلْبِ يَا مَنْ مَشَى بِالوَجْـهِ وَ الهَـــامِ
*
لاَ لنْ يمُــــوتَ لنَـا دِيـــنٌ وَ لاَ أفُـــقٌ
مَــادَامَ فِي وَطَنِـي قُــدْسٌ مِنَ الشَّـــامِ
*
هِيَ الرٍّجَــــالُ تَقُـــــودُ الآنَ مَعْرَكَــةً
وَغَيْرُهُمْ بِاللِّحَــى فِي حِضْنِ حُكَّــــامِ
*
وَحْشٌ يُحَــــارِبُنَـــا فِي كـلِّ رَابِيَـــــةٍ
وَرُبَّمَـــا لمْ يَكُــنْ بِالقَـــاتِـــلِ الدَّامِــي
*
وَوَحْشُنَــا اليَـــــوْمَ بِالآلاَفِ نَعْرِفُهُــمْ
وَكُلُّهُــمْ بِاللِّحًــــى فِي زَيِّ إحْـــــرَامِ
محمد الصالح بن يغلة