أتُرى تَرى
أمْ لا تَرى
أمْ أنّ عينَكَ في الثّرى
أمْ أنّ عزك لا تراه بغير أحلام الكرى
قد عشتَ فيها من سنيّكِ ألف شهر مزدرى
بلد مهان أهلُها دون الورى
قد عشت فيها جلّ عمر لا تُساوى بالثرى
الآن أبصرتَ الحقيقةَ من حقيقةِ ما جرى؟
قد ينتشي الوادي لرائحةِ النّسيم إذا جرى
عبقَ الصباحُ برائحات الزهر تسري في العرا
هذي الطبيعة أمرها من أمرها فيه اتزان
لا تقبل الليلَ العبوسَ يزيدُ طولاً في الزّمان
فالصبحُ مَكْرُمَةٌ ولا يرضى يُهان
بلدي الحبيبُ يمرّ يجرحُ في خيالي ذكرُ أسرك مُهجَتي
ألمي عليكَ وحسرَتِي
أرقي عليك بليلَتي
والنجمُ يسألُ في أسى عن حالتي
وأنا أجيب أبث كامل لوعتي
فيصير مكتئبا حزينْ
من ثم يسكت لا يبينْ
ويصير منطفئ الجبينْ
يا أيها العربي في هذا الأوانْ
أنت المُهانْ
والظلمُ أصلٌ في بلادِك والمَهانْ
والظلمُ روتينٌ قديم العهد من قدم المكانْ
والحق أمر طارئ إن مرّ يقصر في المُقامْ
فهو الغريبُ بأرضِنا صِفرُ المَقامْ
أنتَ المُلامُ فلا تنامْ
واجهدْ لنَفْسِكَ أنْ تَثورَ على ظــَـلومِك والظلامْ
واكسرْ يَدَ الجَلادِ واضْربْ بالحَدِيدِ عَلى الحَديدْ
يسمعْكَ لحنَ كَرامَةٍ بالفجر يطلُعُ مِنْ جَديدْ
لنَصيحَ فيهِ بعزّةٍ لسنا العبيدْ
ويرى الطغاةَ بيوم عزّ أنّه يوم الوعيدْ
والظلمُ مسفوحُ الدماءِ من الوريدِ إلى الوريدْ
وتعودُ تثمرُ أرضُنا ويعودُها العيشُ الرّغيدْ
ويعودُها لحنُ الحياةِ به حياةٌ من جديدْ
والأمُّ تَحمِلُ في حَشاها ثمّ تَفرَحُ بالوَليدْ
شعر:أحمد العزوني