1أتاقكَ الهجرُ أم أزرى بِك الوطنُ
أم هبَّت الحَربُ في طيَّاتِها الفِتَنُ
2يا منْ رَكِبْتَ بِحاراً لستَ تأمنَها
أَزَجَّكَ الريحُ ام اكدَتْ بِك َ المِحنُ
3يا لائمي إنَّنِي في مَوطني تَعِبٌ
وما رأيتُ الهنا قد عَضَّني الزَّمَنُ
4لا خيرَ في الدَّار إن أكدتْ بصاحِبها
وكلُّ ماءٍ يُرى في رَوضِها أَسِنُ
5صارت من الشَرِّ كالفيفاءِ مُقحِلَةً
قَفْرٌ فَلا خَضِرٌ فيها ولا فَنَنُ
6وَالله ِلولا حبيب القلبِ في بَلَدي
لكنت ُأوَّلَ من ساحُوا وما سَكَنوا
7والآن ما ظلَّ لي خِلٌّ يُؤانِسُني 
أحبابُ قلبي وصَحْبي في الحَصا دُفِنوا
8 أخفي الأسى ودموعُ العينِ تفضحني 
ما نامَ طرفي وقدْ أودى بهِ الوسنُ
9أموتُ جوعاً وَكُلُّ الخيرِ في وَطَني
أَمْسى كَضِرْعٍ ولَمْ يَدْرُرْ بِهِ اللَّبَنُ
10وإنَّ كُلَّ ذِئابِ الوَحش تنهَشُهُ
بهِ الرِّعاء أمام الذئب قَد جَبُنوا
11دارُ الخِلافةِ منْ بغدادَ قد ذَهَبَتْ
لا الشَّامُ أمنٌ ولا مصرٌ ولا يَمَنُ
12حَسَدْتُ كُلّ امريءٍ قد ماتَ مِنْ أمَدٍ
وَما رأى كيف قد أزرى بنا الوطَنُ
____________
سعود أبو معيلش