صبي عليَّ من الهموم مزيدا = ولتكثري إني سئمت العيدا
ما العيد والأحباب يفنى نصفهم = والنصف أضحى في البلاد شريدا
والطفل يأتي للحياة بطلقةٍ = وبطلقة أخرى يموت شهيدا
والأم يقتلها الحنين لطفلها = والطفل قد كره البقاء طريدا
وقوافل الأعراب شرٌ أبكمٌ = مسخ تنقل في الحياة فريدا
يا أمةً ذكر الحديدَ كتابُها = قد صرت في عرف العقول حديدا
هل يكتبُ الدستور بعد محمدٍ = والخير جاء على يديه مديدا
إلا على درب مشاه وصحبه = فيه الأصول تعانق التجديدا
أكل الكلام فعالنا فتفرغت = ترجو الرغاء وتعشق الترديدا
ما العيدُ و الأحرارُ ضن بحقهم = وغدٌ فألقى بالدليل بعيدا
واستفحل الأنتانُ حتى أغرقوا = وجه الحياء بطينهم فأُبيدا
ولكل فردٍ في البلاد مطالبٌ = لو بعت مصر لما كفته نقودا
وإذا دعا الداعي لبذل مكارمٍ = ألفيت جل الطالبين عبيدا
إني أرى التحرير شق جيوبه = وتحولت أنفاسه تنهيدا
من بعد أن صار المزار لفرقة = يُستنعجون عدوا عليه أسودا
لا ترسمي للعيد أي ملامح = يكفي الفؤاد مرارةً وصديدا
إلا إذا عادت بلادي حرةً = فبذاك يغدو كل يومٍ عيدا
شعر:خالد الطبلاوي