يا عيد أين العيد فيك ولم يعد
شبرّ وذا وطني الجريح سليب ؟
والأهل في كلّ البلاد تفرّقوا
وتخطّفتهم للحِمام ضروب
يا عيد فارقت السعادة أرضنا
واستوطنتها وحشةٌ وكروب
والقهر عمّ الصالحين فما دروا
يبدو هلالُك أم تراه يغيب؟
لا غارةٌ تشفي الصدور بعودة ال
تحرير أو بشرى لديك تطيب
أمست مراتعَ للتتار ديارنا
فجميعُها متهدّمٌ منهوبُ
أقبلتَ والوطنُ العزيزُ ممزّقٌ
والعيشُ ضنكٌ والزمانُ عصيبُ
والحزنُ يعتصرُ القلوبَ فلا ترى
قلباً سعيداً ليس فيه ندوبُ
وتتابعتْ فينا الجراحُ وأزمنتْ
وأتتْ على إثْرِ الخطوبِ خطوبُ
وجراحُ غزّةَ فوق كلّ جراحِنا
ما عاد يأسوها الغداة طبيبُ
يا عيدُ لا أملٌ يسكّنُ كربَنا
فالحمدُ والتكبيرُ فيك نحيبُ
يا عيد كيف سنلتقي و جميعُنا
جافاهُ عيشٌ واصطلتْه حروبُ
لم يبقَ منا للجراح بقية
أو يبقَ منّا للعذابِ قلوبُ
لو أنّ هذا الصخرَ يوماً نالَه
بعضُ الذي نلقى فسوف يذوبُ
تمضي بنا الأيامُ بين مودِّعٍ
وموَدَّعٍ والنائباتُ تنوبُ
ضاقتْ بنا كلُّ البلاد وأظلمت
وتقطَّعت بالنازحين دروبُ
كيف السبيل إلى السرور وكلّنا
فوق الجراح مهجّرٌ منكوبُ
والقلب إن فقد الرجاء فما له
من فرحة العيد السعيد نصيب
أحمد سليمان